logo
العالم العربي

في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. هل تنكشف الحقيقة بعد انهيار "المحور الإيراني؟

في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. هل تنكشف الحقيقة بعد انهيار "المحور الإيراني؟
مرفأ بيروت في أعقاب الأنفجار - أرشيفيةالمصدر: (أ ف ب)
04 أغسطس 2025، 4:44 م

تمر الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الذي لم يكن مجرد شريان اقتصادي وتجاري للعاصمة اللبنانية، بل كان عجلة حياة لآلاف اللبنانيين ممن ارتبطت أرزاقهم بشكل مباشر أو غير مباشر بحركة الميناء. لسنوات طويلة، كان المرفأ سببا رئيسا في رغد الكثير من اللبنانيين.

في الرابع من أغسطس 2020، دوّى الانفجار الذي وُصف بـ"هيروشيما لبنان"، مدمّرًا قلب العاصمة، وخاطفًا أرواح أبرياء كانوا يتناولون وجباتهم في أزقة بعيدة عن الساحل، حيث سقطت أبنية وتهشمت واجهات أخرى بفعل موجة التفجير.

وفي ظل هذه الذكرى، تبرز تساؤلات حول الملابسات السياسية والأمنية المحيطة بالحادث. فالدولة اللبنانية، التي كانت تخضع آنذاك لتأثير المحور الإيراني ممثلًا بـ"حزب الله"، لم تلاحق إسرائيل التي يُشتبه بتورطها في الانفجار الناتج عن تخزين نترات الأمونيوم القابلة للاشتعال.

ويرى خبراء تحدثوا لـ"إرم نيوز" أن هذا التجاهل قد يرتبط بمقايضة سياسية غير معلنة؛ تقضي بعدم تحريك الملف الدولي المرتبط بقرار محكمة العدل الدولية، الذي كان متوقعًا صدوره ضد المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وهي الجريمة التي تحاصر الميليشيا اللبنانية بالتورط فيها.

وفي 18 أغسطس 2020 أي بعد انفجار مرفأ بيروت بأسبوعين، أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حكمها في قضية مقتل رفيق الحريري بإدانة سليم عياش باغتياله إضافة إلى إدانته بقتل 21 آخرين ذهبوا ضحية التفجير الذي استُخدم فيه 1000 كغم من المتفجرات، وهو الحكم الذي يوضح تورط حزب الله، ولكن لم يأخذ ذلك الصدى المطلوب، ليطوي صدى الانفجار حكم قتلة "الحريري" والآن يذهب المرفأ بدون جناة حقيقيين.

أخبار ذات علاقة

من انفجار مرفأ بيروت

انفجار مرفأ بيروت.. تقرير فرنسي ينعش آمال "كشف المتورطين"

 ويرى المحلل السياسي اللبناني عبد الله نعمة، أن من فجر مرفأ بيروت هي إسرائيل لاستهداف مواد وضعتها قوات المحور الإيراني في مستودع داخل الميناء خاضعة للسرية لدرجة منعت قوات الأمن المعنية الاقتراب منها، وكانت هذه المواد من المقرر أن تنقل إلى سوريا ليستخدمها الرئيس السابق بشار في الحرب مع معارضيه.

وأوضح "نعمة" في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه عندما وقفت إسرائيل على مواد بهذا الشكل، قامت بعملية الاستهداف بغرض تحريك الشارع اللبناني ضد حزب الله من جهة. ومن جهة أخرى أن تضغط تل أبيب على بيروت لإتمام ترسيم الحدود البحرية لا سيما أنه تزامن مع ذلك أيضا موعد كشف الحقيقة من المحكمة الدولية بخصوص اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

وأضاف أنه مع حدوث انفجار المرفأ كان من المنتظر صدور مذكرة المحكمة الدولية بخصوص اغتيال الحريري، مما جعل هناك مساومة دولية مع "حزب الله"، بأن تحصل إسرائيل على حقل كاريش وتنفذ عملية ترسيم الحدود البحرية مقابل عدم الملاحقة الفعالة والبروباغندا الدولية والتتبع لقتلة رفيق الحريري من المحكمة الدولية بشكل معين، إلى جانب عدم ذهاب لبنان إلى تتبع الكشف عن من قام بتفجير مرفأ بيروت.

أخبار ذات علاقة

5e55787a-d9e1-4f42-8d81-89dd03c958fb

رغم تبرئتهما سابقا.. إدانة عضوين من حزب الله في قضية اغتيال رفيق الحريري

 وأشار نعمة إلى أن هذه العلاقة كان ممنوعا الحديث عنها في سنوات سابقة بسبب سطوة المحور الإيراني الذي انتهى في لبنان إلى حد كبير وبات هناك رئيس للجمهورية ليكون المسار بالذهاب إلى المتسببين في انفجار المرفأ والمقصود هنا من سمحوا بتخزين المواد القابلة للانفجار "نترات الأمونيوم" والتي أنكرت الدولة اللبنانية أنها على علم بذلك في وقت كانت فيه مؤسسات في البلد خاضعة للمحور الإيراني وحليفه بالداخل.

ويعتقد نعمة أن هناك إمكانية في الوقت الحالي لمحاسبة المتسببين في انفجار المرفأ، وهم من كانوا على علم بوجود هذه المواد الخطرة التي قامت إسرائيل بضربها حتى انفجر الميناء، ولكن في النهاية ستكون المحاكمة غير مكتملة لأنه حتى في حال الوصول إلى المتسببين فلن يتم محاكمة الجاني وهي إسرائيل التي قامت بعملية التفجير.

وأردف أن هذا الملف انتهى ومن الممكن أن تظهر الحقيقة كاملة ولكن في النهاية بيروت دفعت الثمن ودم الضحايا من أهالي العاصمة سال على الأرض ودمرت المدينة في أسوأ مشهد تمر به.

وتؤكد المتخصصة في العلاقات اللبنانية الدولية، ثريا شاهين، من جانبها أن الذكرى الخامسة تحل في ظل غياب حكم صادر من القضاء تجاه المتسببين؛ مما يقف أمامه اللبنانيون كافة ويعمق جروح أهالي الضحايا الذين يريدون الوقوف على القصاص لذويهم في ظل التعويل على دور المدعي العام والقضاء اللبناني بإحقاق الحق في هذه القضية.

وأضافت "شاهين" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن لبنان بحاجة، في هذه الذكرى والمرحلة الجارية، إلى سلطة الدولة والعدالة والقضاء النزيه للإمساك بمفاصل الدولة كافة والوقوف على من كانوا وراء الجرائم ومن بينها تفجير مرفأ بيروت.

وأشارت إلى أن هذا المشهد لن ينفذ إلا بسير لبنان في تنفيذ القرارات الدولية التي تحميه هو وأراضيه وشعبه من السلاح المنفلت غير الشرعي الذي له دور في تدمير البلد، مثلما جرى في انفجار المرفأ.

وتابعت "شاهين" أن هناك أملا بأن يعمل العهد الجديد المتمثل في رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على إحقاق الحق في هذه الجريمة وبالنسبة للدولة كل شيء معلوم والشارع اللبناني لديه أمل في تحقيق العدالة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس اللبناني جوزيف عون

الرئيس اللبناني: نضغط لتقديم كل المسؤولين عن حادثة مرفأ بيروت للعدالة

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC