رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
قالت مصادر لبنانية عسكرية وسياسية إن ميليشيا حزب الله كثفت في الآونة الأخيرة تحركاتها العسكرية استعدادا لمواجهة جديدة مع إسرائيل، في ظل تنامي الضغوط الداخلية والخارجية عليها لنزع سلاحها.
وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" إن تلك التحركات تساهم بشكل مباشر في دفع لبنان نحو حرب جديدة، تعيد ملف سلاح حزب الله إلى المربع الأول.
وقال مصدر عسكري لبناني مطلع على طبيعة التحضيرات والخطط الميدانية التي تجريها ميليشيات"حزب الله" استعدادًا للمواجهة "المقبلة"، إن الميليشيا تعمل على هدف يقوم على رفع كلفة أي عملية إسرائيلية ضدها عبر مزيج من النيران الكثيفة والدفاعات المضادة للاستطلاع، وأيضًا خيارات بحرية للردع.
صواريخ وراجمات
وفقا للمصدر العسكري الذي تحدث إلى "إرم نيوز" شرط عدم الكشف عن هويته؛ فإن الصواريخ والراجمات ستبقى العمود الفقري لخطط الردّ التي تستعد لها ميليشيا حزب الله.
وأوضح أن الميليشيا تعمل على تجزئة مخازن الذخيرة ونقلها إلى مواقع متنقلة وموزّعة داخل مناطق ريفية وحضرية لتقليص قابلية الاستهداف؛ وفي الوقت ذاته تقوم بتثبيت أطقم توجيه حديثة لتحويل أجزاء من الترسانة إلى ضربات أكثر دقة ضد عقد لوجستية ومطارات ميدانية في إسرائيل.
دفاع جوي ومسيرات
وينقل المصدر العسكري عن مصادره ضمن وحدات لوجستية ومقاتلين سابقين في الميليشيا؛ أن ميليشيا حزب الله دمجت، في الآونة الأخيرة، طبقات دفاع جوية خفيفة ومتوسطة وذخائر مخصصة لمواجهة المسيرات، بما يشمل تقنيات وصواريخ قيل إنها من طرازات مزدوجة الوظيفة (مسيرة ومضاد جو). ووفقا للمصدر؛ تهدف عملية الدمج أساسًا إلى إسقاط أو تعطيل طائرات الاستطلاع ورفع كلفة كل طلعة استطلاعية إسرائيلية.
ويشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على مواقع في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي وُصفت بأنها منشآت لإنتاج المسيرات؛ يُفسر في أوساط الاستخبارات كجهد لإضعاف هذا السقف الاستطلاعي قبل انتظار جولة قتال أوسع.
تهديد بحري وعمليات برّية نوعية
وتحتفظ ميليشيا حزب الله بقدرات بحرية تُعد ورقة ضغط على خطوط الإمداد البحرية والمنشآت الاقتصادية الإسرائيلية (منصات الغاز وخطوط الملاحة)؛ مع استمرار الاحتفاظ بأنواع من الصواريخ المضادة للسفن كخيار ردعي يُفعّل تصاعديًا وليس في بداية الحرب، بما فيها صواريخ "ياخونت" البحرية الروسية التي حصلت عليها الميليشيا في عهد نظام الأسد.
المصدر اللبناني تحدث، من جهة أخرى، عن تكثيف تدريبات وحدات "قوة الرضوان" على عمليات توغل محدودة في شمال إسرائيل وكمائن مضادة للدروع ووحدات قنص تستغل تضاريس الجليل والحدود لتكبد القوات المهاجمة خسائر تكتيكية ونفسية، ثم الانسحاب بسرعة قبل أن تتأثر بقدرات المراقبة الإسرائيلية؛ ويقول: "هذه الخطة لا تستهدف احتلالًا بريًا واسعًا بل ضربات زمنية ومكانية لرفع الكلفة".
ويكشف المصدر العسكري أن عناصر ميليشيا حزب الله يقومون بنقل بعض أنواع الأسلحة كل أسبوع إلى موقع مختلف؛ "كي تصبح الضربة الجوية أقل تأثيرًا على القدرات العملية".
تحول في التخطيط
ووصف استراتيجية الرد التي قد تعتمدها ميليشيا حزب الله بأنها "مزيج من الضربات النارية والردع البحري، مع جعل أي طلعة جوية إسرائيلية عملية محفوفة بالمخاطر"، حسب قوله؛ مشيرًا إلى أن هذا التخطيط يعكس واقع التحوّل في خطط الحزب بعد الخسائر الكبيرة التي تلقّاها في الحرب السابقة، نحو اللامركزية والإنتاج المحلي الجزئي كشرطين للبقاء.
ويلخّص المصدر مجمل تحرّكات الميليشيا استعدادًا للمعركة القادمة بالقول: "الاستعدادات الميدانية لحزب الله تقوم اليوم على منطق المحافظة على القدرة القتالية عبر تعدد الوسائل واللامركزية؛ والاعتماد على نيران قابلة للتركيز، ودفاعات جوية تعطل الاستطلاع، وورقة بحرية رادعة، ومناورات برية لعمليات نوعية".
وختم المصدر العسكري حديثه لـ"إرم نيوز" بالقول إن "المواجهة القادمة ستكون أكثر اعتمادًا على التوازنات التكتيكية وقدرة كل طرف على فرض كلفة أعلى على الآخر".