قالت مصادر خاصة إن معارضين للنظام السوري السابق، ما زالوا يرفضون رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، حتى بعد سقوطه واستلام الإدارة السورية الجديدة للسلطة في البلاد.
وأعربت مصادر سياسية في دمشق، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، عن دهشتها من رفض بعض المعارضين السوريين لرفع العقوبات عن سوريا، بعد سقوط النظام، رغم السعي الحثيث للإدارة الجديدة ومحاولتها جمع تأييد عربي وإقليمي ودولي لتحقيق هذا المسعى.
اجتماعان و"معارضة مسيحية"
وتوضح المصادر أن معارضين سوريين، التقوا مبعوثين أمريكيين في السفارة الأمريكية بدمشق، لمناقشة الوضع في سوريا، ورفع العقوبات عن البلاد بعد سقوط النظام، لكن بعض "المعارضين" المسيحيين رفضوا رفع العقوبات عن سوريا، قبل أن يحصلوا على ضمانات بأنهم سيكونون شركاء في قيادة سوريا الجديدة.
وكانت معلومات قد تسربت حول أن بعض أفراد الجالية السورية في أمريكا، رفضوا رفع العقوبات خلال اجتماعهم مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ليخرج عقب ذلك المعارض المعروف ماهر شرف الدين بمنشور يؤكد أن هناك من خلط ما بين اجتماعين، أحدهما حصل في واشنطن والآخر في دمشق، وأن ما حصل "خلط عجيب وغريب حول وجود منظمات وناشطين طالبوا بعدم رفع العقوبات".
وأكد شرف الدين أنه كان جزءًا من الوفد السوري الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي، والذي كان أعضاؤه موحدين في مطالبتهم للوزير بلينكن برفع العقوبات، مشيرًا إلى أن المطالبات بعدم رفع العقوبات كانت في الاجتماع الآخر مع مسؤولين أمريكيين في دمشق.
وكشفت المصادر السياسية الخاصة في حديثها لإرم نيوز، أن المعارضين المعترضين على رفع العقوبات هم من المسيحيين السوريين، وقد أبدوا تصلبًا في موقفهم بعد تصريحات أطلقها بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، في أول يناير/ كانون الثاني الجاري قال فيها "بالمناسبة أكرر أننا مددنا يدنا للعمل مع الإدارة الجديدة لبناء سوريا الجديدة ولكننا ننتظر من الشرع وإدارته مد يدهم إلينا".
وتابع: "لأنه وحتى تاريخه وبالرغم من تناقل وسائل الإعلام لانعقاد وشيك لمؤتمر سوري شامل وغير ذلك من القضايا، لم يتم أي تواصل رسمي من قبلهم معنا".
هجوم على البطريرك
وعقب هذه التصريحات للبطريرك يوحنا العاشر، شن مؤيدو الإدارة الجديدة هجومًا واسعًا على البطريرك متهمين إياه بأنه "عصا إيران وبشارها المخلوع وليس عصا الروح القدس".
واستذكر بعضهم تفاصيل تنصيب يوحنا العاشر، مشيرين إلى أنه "لم يكن يحق له الترشح؛ لأنه لم ينه المدة المطلوبة له كمتربوليت، لكنه أصر على الترشح خلافًا للقانون"، ولفتوا إلى أن "الأوامر جاءت من القصر الجمهوري لكل أعضاء المجمع وأغلبهم سوريون لانتخاب هاني اليازجي (يوحنا العاشر)" كما يقولون.
ويشكل المسيحيون في سوريا ثاني أكثر الديانات انتشارًا بين السكان بعد الإسلام، وتتراوح نسبة المسيحيين فيها بين 8% إلى 10% من إجمالي عدد السكّان، وتشير أغلب الإحصاءات إلى أن حوالي نصفهم من الروم الأرثوذكس، في حين تُشكّل سائر الطوائف النصف الآخر.
ووقف معظم المسيحيين إلى جانب النظام السابق؛ بسبب مخاوف من استلام المتشددين للحكم في سوريا، وبعد سقوط النظام واستلام "هيئة تحرير الشام" المصنفة وقائدها أحمد الشرع (الجولاني) على قائمة الإرهاب، مدّ المسيحيون كغيرهم من الأقليات السورية، يدهم للسلطات الجديدة، التي بعثت رسائل طمأنة للمكونات السورية الأخرى، دون أن تبدد هذه الرسائل مخاوفهم، في ظل تفرد الإدارة الجديدة واحتكارها لإدارات ووزارات الدولة، بذريعة "تحقيق الانسجام" بين أعضاء الحكومة المؤقتة.
إعفاءات مؤقتة.. بانتظار ترامب
وأصدرت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لمدة ستة أشهر في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. ويسمح الإعفاء، المعروف باسم الترخيص العام، أيضًا ببعض معاملات الطاقة والتحويلات الشخصية إلى سوريا حتى السابع من يوليو/ تموز المقبل.
إلا أن إدارة الرئيس جو بايدن، قررت بالمقابل، الإبقاء على تصنيف "هيئة تحرير الشام" وقائدها أحمد الشرع كمنظمة إرهابية في سوريا لبقية فترة ولاية الرئيس بايدن.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" Washington Post الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن بايدن ترك القرار الحاسم لإدارة الرئيس المنتخب ترامب التي ستتولى السلطة هذا الشهر.
ولفت أحد كبار المسؤولين الأمريكيين، إلى مخاوف واشنطن المستمرة بشأن إدراج المقاتلين الأجانب وغيرهم من المسلحين في مناصب داخل وزارة الدفاع السورية، وقال "ستكون الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات".