logo
العالم العربي

درعا تطوي صفحة الأسد بعبارة "هرب الدكتور"

درعا تطوي صفحة الأسد بعبارة "هرب الدكتور"
مقاتلون في أحد شوارع مدينة درعا بجنوب سورياالمصدر: AFP
27 ديسمبر 2024، 10:55 ص

طوت مدينة درعا الواقعة جنوبي سوريا، صفحة الرئيس السابق بشار الأسد، بعبارة "هرب الدكتور"، بالإشارة إلى شهادة الطب، التي نالها من كلية الطب بجامعة دمشق.

وأشعل أطفال درعا في عام 2011، الشرارة الأولى للثورة السورية ضد نظام البعث عبر كتابتهم شعار "إجاك الدور يا دكتور (بشار الأسد)" على جدار مدرسة، وعادوا شبانًا إثر انتهاء الثورة بعد 14 عامًا، ليكتبوا على الجدار نفسه عبارة "هرب الدكتور"، بعد سقوط الأسد في الـ8 من شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية في سوريا

مدرعات أمريكية تتجه إلى كوباني واشتباكات متقطعة في منبج

 

وإثر اعتقال هؤلاء الأطفال في درعا، اندلعت الاحتجاجات وامتدت إلى سائر أنحاء البلاد، وبعد الإفراج عن الأطفال من السجون، اضطروا للنزوح إلى محافظة إدلب شمالي سوريا بسبب الهجمات المكثفة لقوات الأسد ضد المدنيين.

"إجاك الدور يا دكتور"

وتحدث الشاب معاوية الصياصنة، البالغ من العمر 28 عامًا، عن انطلاق شرارة الثورة في مدينة درعا ومن أمام جدار المدرسة، الذي كتب عليه شعار "إجاك الدور يا دكتور".

 

 

وأوضح لـ"الأناضول" أنه وصديقه سامر الصياصنة وأحمد من المدرسة كتبوا شعارات ضد النظام السوري مثل "إجاك الدور يا دكتور" و"حرية" و"يسقط النظام" بعد أن شاهدوا المظاهرات في تونس ومصر.

وأضاف الصياصنة أنه قبل كتاباتهم للشعارات شهدت المدينة تكثيفًا لعناصر الأمن في كل الأحياء، الذين تسببوا في عرقلة حركة المدنيين والضغط عليهم.

وتابع "كتبت أنا وسامر وأحمد العبارات المناهضة للنظام على جدار المدرسة، ليكتشف فرع الأمن السياسي الأمر وتبدأ عملية الاعتقال في اليوم التالي مباشرة".

 

وذكر الصياصنة أنهم اعتقلوا في فرع الأمن السياسي مدة 45 يومًا، حيث تعرضوا لأنواع التعذيب كافة من الصعق بالكهرباء والتعليق على الجدار والضرب وغير ذلك من طرق التعذيب.

وأكد أن عوائلهم بذلت جهودًا كبيرة من أجل إطلاق سراحهم في ذلك الوقت، لكنهم تعرضوا للإهانة والشتم بألفاظ نابية للغاية، ومنها قولهم :"انسوا أطفالكم، ولا تطالبوا بهم وإلا نأتي بنسائكم إلينا ونعلمكم كيفية إحضار (إنجاب) الأطفال".

ولفت الصياصنة إلى أن الاحتجاجات بدأت في المحافظة بسبب هذا الوضع، مضيفًا: "خرجنا من السجن والجميع كانوا ينتظروننا، وبعد ذلك شاركنا أيضًا في التظاهرات".

 

معاوية الصياصنة وصديقه سامر الصياصنة

 

 

ونبه أن الاحتجاجات كانت سلمية وترفع أغصان الزيتون، لكن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين متسببة في سقوط الشهداء والجرحى، مشيرًا إلى اعتقال قوات الأمن للعديد من الأشخاص خلال التظاهرات، وبعد ذلك تدخل الجيش إلى جانب قوات الأمن.

وأضاف الصياصنة أنه عقب تطور الأحداث تم تأسيس الجيش الحر بأعداد قليلة، واستمرت التظاهرات وتمت السيطرة على بعض نقاط التفتيش في المدينة.

وذكر أنهم اضطروا لمغادرة درعا بعد الهجمات المكثفة لنظام الأسد وداعميه، مضيفًا "مرت 14 عامًا على الثورة وسقط النظام المجرم".

 

معاوية الصياصنة وصديقه سامر الصياصنة

 

 

وأوضح الصياصنة أنه في الماضي لم يكن بوسع الناس التحدث بالسياسة بقولهم: "الجدران لها آذان"، مضيفًا: "نحن فخورون بما فعلناه ولم نندم على ذلك قطُّ، لقد أنهينا النظام السابق".

الأسيد وآلة المكبس

وفي حديثه عن الأحداث في سجن صيدنايا، قال الصياصنة: "أين هم آلاف المساجين؟ كانوا يذبحونهم ويسكبون فوقهم الأسفلت، وحتى الآن، هناك أناس يبحثون عن جثث أبنائهم".

 

ولفت إلى أن النظام استخدم الأسيد وآلة المكبس وأدوات أخرى للقضاء على جثث القتلى، متسائلًا عن مصير 70 ألف معتقل في صيدنايا، مؤكدًا أن النظام كان يذبحهم.

وعبّر الصياصنة عن افتخاره بما فعله في طفولته ضد النظام رغم صغر سنه، وقال: "كان يجب على أهالينا وأجدادنا أن يقوموا بذلك، نحن كنا أطفالًا وتعرضنا للضرب والتعذيب".

وأضاف: "الحمد لله بعد مرور 14 سنة، انتصرنا بفضل من الله، ونحن نفتخر بالشيء الذي قمنا به ولا نشعر بالندم أبدًا"، مشددًا على أن الشعب السوري سيعيد إعمار بلاده، وستكون سوريا أفضل مما كانت عليه.

كانت عنيفة

من جانبه قال سامر الصياصنة، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، إنه كان أحد الأطفال الذين كتبوا عبارة "إجاك الدور يا دكتور"، وإنه تعرض للاعتقال والاستجواب مع رفاقه على يد عناصر نظام الأسد.

وفي حديث لـ"الأناضول"، من الغرفة التي خضع فيها للاستجواب بفرع الأمن العسكري، أكد الصياصنة أنهم كتبوا العبارة على الجدار في الـ15 من شهر فبراير/ شباط 2011 وفي اليوم التالي تعرضوا للاعتقال فورًا.

 سامر الصياصنة

 

 

وبيّن الصياصنة أن أساليب التعذيب التي مورست ضدهم في هذا الفرع وكذلك في الفرع العسكري، كانت عنيفة جدًّا ولم يروا مثلها في أماكن أخرى.

وذكر أن عناصر النظام سألوه أولًا عن سبب كتابته للعبارة، وعما إذا كان هناك شخص ما حرضهم على القيام بذلك، وما إذا كانت هناك مجموعات ينتمون إليها.

وأكد الصياصنة أن تلك العبارة كتبوها بطريقة عفوية ولم يكونوا يتوقعون ما سيحل بهم بعد ذلك، وأن الدليل على ذلك هو أنهم كتبوا تحت العبارة أسماءهم، مشددًا على أن أساليب التعذيب كانت عديدة، وأنه لا يستطيع أن ينسى صدمات الكهرباء.

أخبار ذات علاقة

أطماع تل أبيب في الجنوب السوري

النار تشتعل في القنيطرة ودرعا.. ماذا تخطط إسرائيل للجنوب السوري؟

وأضاف: "بعد خروجنا من المعتقل، شاركنا في الحراك الثوري في درعا، وكان الأمر حينها عبارة عن مظاهرات سلمية، وكنا نخرج بأغصان الزيتون، ثم تشكلت مجموعات بأعداد قليلة لحماية المظاهرات".

ولفت إلى أنه تعرض للإصابة في عام 2012 وخضع حينها للعلاج في الأردن.

وقال إنهم كتبوا في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عبارة "هرب الدكتور" على الجدار، وأن النظام كان يظن تلك العبارة الأولى مزحة، لكنها أصبحت حقيقة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC