يثير توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد أهداف فلسطينية في سوريا، التساؤلات حول إمكانية اتخاذها قراراً بتوسيع رقعة الحرب لتمتد إلى الأراضي السورية، في إطار سعيها لتدمير خطوط الإمداد الإيرانية لحزب الله في لبنان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، شن غارات على مقرات تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في سوريا، مستهدفاً قادتها المقيمين خارج قطاع غزة، وبين أن هذه الغارات ضربت بقوة قيادة الحركة ونشطاءها.
واتهم الجيش، في بيان له، الحركة بدعم حزب الله في لبنان خلال موجة القتال الدائرة حاليًا، وقال إن ذلك يتم بتوجيه مباشر من إيران.
وأكد أن "الحركة وكيل إيراني آخر في الشرق الأوسط، ويلقى رعاية من النظام السوري".
وحول ذلك قال المختص في الشأن العسكري، أحمد عبد الرحمن، إن "إسرائيل تعمل بشكل تدريجي على توسيع عملياتها العسكرية لتشمل أهدافاً محددة في سوريا دون أن تؤدي لدخول الجيش السوري في مواجهة مباشرة مع جيشها".
وأوضح عبد الرحمن، لـ"إرم نيوز"، أن "للضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا ثلاثة أهداف رئيسة، أولها تحييد الأراضي السورية من المشاركة في أي مواجهة عسكرية شاملة"، مبينًا أن النظام السوري سعى لهذا الأمر منذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر أن "الهدف الثاني يتمثل في قطع خطوط الإمداد من قبل إيران وحلفائها لحزب الله، والحيلولة دون حصول الحزب على أي قدرات عسكرية جديدة تمكنه من إعادة تأهيل قدراته التي دمرها الجيش الإسرائيلي".
والهدف الثالث، وفق الخبير العسكري، يتمثل في الضغط على حزب الله وإيران من أجل القبول بالشروط الإسرائيلية للتهدئة، مشددًا على أن الحزب سيكون مضطرًا لتقديم تنازلات أكبر حال خسر خطوط الإمداد.
واستدرك بالقول "إن مثل هذه العمليات لن تجر سوريا لتكون طرفًا في القتال الدائر بمنطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من عام"، مشيرًا إلى أن القيادة السورية تجنب نفسها مثل هذا الخيار وتعمل على ألا تكون طرفًا رئيسًا بالمواجهة الحالية.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، أن "توسيع إسرائيل للعمليات العسكرية لن يؤثر على طبيعة القتال في المنطقة"، لافتًا إلى أن ما يجري يأتي في إطار العمليات الخاطفة التي لن تؤثر على طبيعة القتال بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وقال إبراهيم، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تبحث عن الهدوء على الجبهة الشمالية مع لبنان، وبالتالي فإنه من الصعب أن تكون ضرباتها العسكرية لأهداف في سوريا رغبة منها لتوسيع دائرة القتال بالمنطقة، خاصة في ظل الوضع الراهن".
وأضاف: "حكومة بنيامين نتنياهو لن تتخذ أي قرار يتعلق بتوسيع القتال ليشمل الأراضي السورية إلا في حالة واحدة، تتمثل في تنفيذ أي هجمات من تلك الأراضي باتجاه الجولان والعمق الإسرائيلي"، مبينًا أن سوريا وحليفتها إيران غير معنيتين بذلك.
وزاد "بتقديري، هناك مصلحة إسرائيلية إيرانية مشتركة بعدم إدخال الأراضي السورية لدائرة الصراع في الشرق الأوسط، وهو ما يدفع جميع الأطراف لتحييد سوريا"، مؤكدًا أن الضربات العسكرية لم تشمل سوى أهداف لفصائل فلسطينية، ما يعني تجنب سوريا وإيران أي رد عليها.
وختم بالقول: "إيران لن تضحي بما حققته في سوريا خلال السنوات الماضية، فهي في هذه الحالة تحرق جميع أوراقها أمام إسرائيل وتتعجل الهزيمة"، مشددًا على أن الأراضي السورية لن تتحول إلى ساحة قتال جديدة في المنطقة.