logo
العالم العربي

سوريا.. هل تفرض التطورات تحالف "قسد" و"تحرير الشام"؟

سوريا.. هل تفرض التطورات تحالف "قسد" و"تحرير الشام"؟
آليات مسلحين في ريف حمصالمصدر: رويترز
07 ديسمبر 2024، 3:07 م

دفعت المعطيات الأمنية والسياسية الجديدة في سوريا الفرقاء من الفصائل المسلحة  للبحث عن إعادة التموضع فيما يخص التحالفات وتحييد العداوات بين الأطراف المتناحرة، وطرحت بشكل خاص أسئلة حول تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مع "هيئة تحرير الشام" (هتش).

أخبار ذات علاقة

بعد دخول القنيطرة على الخط.. هل تتغير بوصلة الصراع في سوريا؟

بعد دخول القنيطرة على الخط.. هل تتغير بوصلة الصراع في سوريا؟ (فيديو إرم)

ومع تقدم الفصائل في الشمال السوري، إضافة إلى درعا في الجنوب، تتوسع "قسد" في الشرق في دير الزور والبوكمال والرقة، وهذه التطورات فرضت واقعًا جديدًا دفعت قوات سوريا الديمقراطية لإبداء استعدادها للحوار مع "هيئة تحرير الشام" التي تقود المعارك في الشمال.

وفي هذا الوقت التزم زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، الصمت تجاه أي تفاهمات مع "قسد" بانتظار انتهاء المعارك على الجانب الشمالي والغربي، ونتائج تلك المعارك، فيما إذا كانت ستفضي إلى السيطرة على دمشق والساحل.

يقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، علي العبيدي، إن "التطورات الحالية ستدفع بالتأكيد قوات سوريا الديمقراطية، وهيئة تحرير الشام لعقد سلسلة لقاءات، لكن هذا لا يعني أن يحصل توافق تام بين الطرفين، وقد تفضي هذه التفاهمات إلى تخفيض التصعيد بين الجانبين لا أكثر".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أن "الهيئة ستحاول لعب دور جديد في سوريا، خاصة إذا سيطرت على دمشق، وستضطر لعدم فرض عداوتها مع قوات سوريا الديمقراطية؛ لأنها تعي جيدًا الدعم الأمريكي لها".

ويشير العبيدي إلى أن "مسارات العلاقة بين الطرفين ستظل مقيدة وفق حدود تفرضها آليات الاقتتال الحاصل داخل سوريا ومراكز نفوذ كل طرف على حساب الآخر، ومدى تلقيه الدعم الخارجي".

وتتقاطع "هتش"، و"قسد" في نقطة عداوتهما للحكومة السورية، إلا أنهما تختلفان فيما يخص موقف كل منهما من تركيا، فأنقرة تعد "قسد" عدوًّا لها، فيما يتلقى الجولاني دعمًا من تركيا، بحسب أستاذة العلوم السياسية في جامعة بغداد، ندى الجبوري.

وتقول الجبوري، لـ "إرم نيوز"، إنه "إذا حدث تقارب وتفاهم بين "تحرير الشام" و"قسد" فهذا سيكون بأوامر وضغوطات من اللاعبين الدوليين الرئيسين في سوريا، واشنطن وأنقرة، وليس من باب رغبتهما بحلحلة القضايا بينهما".

وأضافت أن "قسد يمكن التفاهم معها، خاصة إن تم تقديم ضمانات بحصولها على الحكم الذاتي في الشرق السوري وتأمين عدم الهجوم التركي عليها، لكن هيئة التحرير لا يمكن أن تقبل ذلك مبدئيًّا؛ لأنها تعي جيدًا أن مصادر الموارد النفطية كلها محصورة في مناطق نفوذ قسد، وبالتالي فهذا يعني حرمانها من الواردات المالية اللازمة لإدارة الواقع الجديد في سوريا".

وبينت الجبوري أن "القوى الدولية قد تضغط وتدفع باتجاه عقد تفاهمات بين قسد وهيئة تحرير الشام، لكن لا يمكن أن يتطور ذلك إلى إنشاء تحالف عسكري أو اقتصادي أو حتى إداري، نظرًا للاختلافات العقائدية والسياسية بينهما".

وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قد أبدى، أمس الجمعة، استعداد "قسد" للحوار مع "هيئة تحرير الشام"، وقال إن تقدمها فرض "واقعًا سياسيًّا جديدًا" في البلاد.

أخبار ذات علاقة

أبومحمد الجولاني قائد "هيئة تحرير الشام"

ماذا قالت "هيئة تحرير الشام" للسفارات في دمشق؟

وأضاف عبدي للصحفيين في مدينة الحسكة "نريد أن ينخفض التصعيد مع (هيئة تحرير الشام) والأطراف الأخرى، وأن نحل مشكلاتنا عن طريق الحوار، بما في ذلك مع تركيا"، مضيفًا أن "الأمر المفاجئ لنا هو انهيار قوات الحكومة السورية بشكل سريع في خطوط المواجهة، وسيطرة الفصائل على مساحات واسعة، وفرض واقع سياسي وعسكري جديد".

لكن هيئة تحرير الشام، لم تعلق على تصريحات قوات سوريا الديمقراطية، ويبدو أنها منشغلة بالقتال ولا ترغب في الحديث عن التحالفات المقبلة إن سيطرت على دمشق، واكتفت برسالة إلى أهالي دير الزور بأن "فصائل المعارضة قادمة".

يقول المحلل السياسي، عدنان الزيدي، إن "حديث الجولاني عن دير الزور ينذر بصدام مسلح مع قوات سوريا الديمقراطية، إلا في حالة حدوث تفاهمات بين الجانبين حول تقسيم النفوذ في الشرق السوري".

وأضاف، لـ "إرم نيوز"، أنه "في آخر المطاف سيُرغم الطرفان على الجلوس على طاولة المفاوضات، خاصة أن قراراتهما ليست مستقلة عن التأثيرات الخارجية، وربما لم تصل الحلول الآن إلى مرحلة نضج كافية للحوار المباشر، لكن في قادم الأيام كل شيء ممكن".

وأكد أن "الصراعات الإقليمية غالبًا ما تؤدي إلى تغييرات في التحالفات، إذا شعر أحد الأطراف أنه بحاجة إلى شركاء محليين جدد لتحقيق توازن، فقد يكون الحوار خيارًا، حتى بين أطراف متعارضة فكريًّا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC