في تطور ميداني لافت، انسحبت قوات الجيش السوري من عدة مناطق في ريف القنيطرة، بما في ذلك بلدات "مسحرة" و"تل مسحرة"، بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل مسلحة.
وظهرت مقاطع فيديو نشرتها حسابات ناشطين تُوثّق لحظات الاشتباكات ودخول المسلحين إلى تلك البلدات.
كما أظهرت مصادر ميدانية أن الجيش السوري انسحب أيضًا من "تل الشعار" باتجاه منطقة "الكوم"، في خطوة تكشف عن تصاعد العمليات العسكرية وتغيرات سريعة في الوضع الميداني. تتمتع محافظة القنيطرة، الواقعة في جنوب سوريا على الحدود مع الجولان المحتل، بموقع جغرافي استراتيجي بالغ الأهمية.
وتعتبر القنيطرة نقطة تماس حساسة بين القوات السورية والإسرائيلية، ما يجعلها جزءًا من الخطوط الأمامية التي تؤثر على الأمن الإقليمي.
كما أن المنطقة تعتبر محورية في سياق الصراع الإقليمي، فهي تمثل مركزًا حيويًا للتواصل بين مختلف الجبهات العسكرية في الجنوب السوري، حيث يكون التحكم بها حاسمًا للحفاظ على استقرار خطوط الجيش السوري الأمامية ضد أي هجمات من إسرائيل أو الفصائل المسلحة.
إلى جانب أهمية القنيطرة بالنسبة للجيش السوري، تمثل أيضًا نقطة استراتيجية بالنسبة للوجود الإيراني في سوريا.
ويمكن أن تكون القنيطرة نقطة انطلاق للمليشيات المدعومة من طهران نحو الجولان أو جنوب سوريا، ما يزيد من تعقيد الوضع العسكري في المنطقة. وهو ما يعزز من أهمية القنيطرة على الصعيدين العسكري والإقليمي.
في تطور آخر، نقلت القناة 14 العبرية عن مصادر سياسية في إسرائيل استعدادات استثنائية تحسبًا لاحتمال سقوط حكم الرئيس بشار الأسد.
وذكرت القناة أن الحكومة الإسرائيلية عقدت عدة اجتماعات طارئة لمناقشة الأوضاع في سوريا وتأثيرها على الأمن الإسرائيلي. ووفقًا للمصادر، تهدف هذه الاستعدادات إلى منع أي تأثير سلبي على مستوطنات إسرائيلية، خاصة في ظل التوترات المستمرة في سوريا.
في سياق متصل، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل شنت سلسلة من الضربات الجوية ضد منشآت أسلحة كيميائية تابعة للحكومة السورية في غرب البلاد، وذلك في محاولة لمنع هذه الأسلحة من الوقوع في يد جماعات مسلحة.
هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع تقدم الفصائل المسلحة في مناطق عدة، بما في ذلك إدلب وحلب وحماة، في وقت يشهد فيه الجيش السوري انهيارًا ميدانيًا في الجنوب، ما يفاقم من الأزمة العسكرية والسياسية في البلاد.