قال خبراء إن ميليشيا حزب الله بدأت مرحلة جديدة تتمثل بإعادة هيكلة بنيتها العسكرية والمالية بالإضافة إلى الحفاظ على هيكليتها السياسية، وسط تساؤلات حول ما إذا سيبقى رهن السياسات الإيرانية.
يأتي ذلك مع التحضير للانتخابات البلدية والنيابية اللبنانية المقبلة، التي ستقرر حجم تمثيل الميليشيا السياسي خلال الأعوام المقبلة.
وبهذا الصدد، يرى المحلل السياسي المختص بالشؤون الإيرانية، فتحي السيد، أن العديد من العوامل تتحكم بمسار تصرفات وتحركات حزب الله خلال الفترة المقبلة، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي.
وأوضح السيد، لـ"إرم نيوز"، أن العوامل الخارجية تتمثل بالخطط الإيرانية التي سيعتمدها الحرس الثوري فيما يتعلق بأذرعه في منطقة الشرق الأوسط، والتي يعتبر حزب الله الذراع الأساسية.
وقال إن إيران فقدت الكثير من قوتها خلال الفترة الماضية، خاصة في غزة ولبنان وسوريا، كما يعتبر وضعها في العراق ضبابيًّا، في حين أن الأمور في اليمن معلقة إلى حين تقرير مصيره مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة.
ولفت السيد إلى أن مصير حزب الله ودوره المستقبلي مرتبط بشكل وثيق بمسار المفاوضات الأمريكية الإيرانية المنتظرة، خاصة بالنسبة لملف إيران النووي ومستقبله، وما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ قرار ضرب المنشآت النووية أو التوصل إلى اتفاق يضمن الاستعمال السلمي للبرنامج النووي في إيران.
وأكد أن مصير المفاوضات سيشمل أيضًا مصير الانتشار السياسي لإيران في المنطقة، وتحديد الأطر السياسية والاقتصادية الناتجة عن هذا الانتشار، خاصة ما يتعلق في لبنان بشكل خاص، نظرًا لخصوصية وجود حزب الله على تخوم إسرائيل، واعتباره مصدر تهديد دائم.
ومن جهته، يقول العنصر السابق في ميليشيا حزب الله، صلاح منصور، إن الحزب بدأ يلملم ويرتب بيته الداخلي من خلال إرضاء قاعدته الشعبية بالدرجة الأولى؛ بسبب الاعتراضات وحالة الاستياء الكبيرة التي سادت مؤخرًا بسبب عجزه عن وفائه بوعود التعويضات المالية جراء الحرب الأخيرة مع إسرائيل.
وأضاف منصور، لـ"إرم نيوز"، أن تلك المحاولات لحزب الله تأتي في إطار التحضير للمرحلة المقبلة التي ستشهد بعد أشهر قليلة الانتخابات البلدية، ثم تليها الانتخابات النيابية في العام المقبل.
وأكد أن حجم تمثيل حزب الله في البلديات والمجلس النيابي سيحدد حجم قوة الحزب السياسية وحجم تمثيله الشعبي، فهو لا يريد العودة إلى الوراء وفقدان تفرده بالتمثيل الشيعي، حيث يسيطر مع حركة أمل على النواب الشيعة بالكامل.
وأوضح منصور أن المهمة الأصعب التي سيقوم بها الحزب، تتمثل بإعادة هيكلة البنية التحتية العسكرية والمالية، إلا أن للنشاطات المالية أولوية في الوقت الحالي، كونها ستكون مفتاح بقاء الحزب وضمان استمراريته عبر تقديم الأموال لبيئته الشعبية كالرواتب والتعويضات ورواتب عائلات قتلاه وجرحاه، الذين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف، ويشكلون النواة الأساسية لقوته.
أما بالنسبة للبنية التحتية العسكرية، يقول منصور إن حزب الله لا يزال يمتلك مخازن ومستودعات أسلحة في العديد من المناطق، وعددًا لا بأس به من المقاتلين والكوادر الجديدة، إلا أنه لا يستطيع المجاهرة بذلك، وسيقوم بتطوير وترميم منظومته العسكرية بعيدًا عن الأنظار هذه المرة، ولن يقوم بالاستعراضات الإعلامية التي كان يجريها في السابق، والتي كانت دافعًا محفزًا للحملة الإسرائيلية الشرسة عليه مؤخرًا.