ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي
خاص

السباق إلى رئاسة الحكومة العراقية.. السوداني الأقوى وطهران تعد بدائلها‎

رئيس الوزراء العراقي محمد السودانيالمصدر: أسوشيتد برس

انتهت الانتخابات البرلمانية في العراق مساء أمس الثلاثاء، في ظل ترقّب إقليمي كبير تطغى عليه المنافسة بين النفوذ الأمريكي والإيراني.

أخبار ذات علاقة

من العملية الانتخابية في العراق

المفوضية العراقية تكشف رسميا عدد المقترعين في الانتخابات البرلمانية

ودخل رئيس الوزراء الحالي، محمد شياع السوداني، المعركة كمرشح لولاية ثانية، متسلّحاً بتحالفه الانتخابي "ائتلاف البناء والتنمية" الذي أسّسه في منتصف 2025، لكن حصوله على "أكبر كتلة" كما أشارت عمليات الفرز الأولية، لا يضمن تلقائياً بقاءه في المنصب.

ووفقاً لمصادر عراقية متابعة لملف الانتخابات، فإن تشكيل الحكومة يعتمد على مفاوضات واسعة مع الكتل الشيعية والسنية والكردية، وبخاصة تحالف "الإطار التنسيقي" الشيعي الذي يُعد اللاعب الرئيسي في اختيار رئيس الوزراء.

السوداني.. حظوظ وعراقيل

يرى خبراء ومراقبون أن رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني يبقى صاحب الحظوظ الأكبر في تولي منصب رئيس الوزراء، لأنه يشغله حالياً، وبالتالي لديه قدرة "مكتسبة" على استكمال دوره.

ويقول هؤلاء، إن تحالفه يضعه في موقع تنافسي، وخاصة أنه يطرح نفسه كخيار لـ"الإصلاح والبناء"، وليس فقط كممثل للفصائل التقليدية. مع الإشارة إلى أنه حاول أن يوازن بين العلاقات مع الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يجعله خياراً قد يرضي الطرفين معاً، وإن ليس بشروطهما بالكامل.  

أخبار ذات علاقة

جانب من العملية الانتخابية في العراق

جدل الأرقام يتصاعد.. من يملك حقيقة نسب المشاركة في الانتخابات العراقية؟

لكن مصادر سياسية وإعلامية عراقية تلفت بالمقابل إلى عراقيل قد تواجه السوداني في مسعاه لتولي الحكومة الجديدة، أبرزها داخل الإطار الشيعي، ذلك أن "تحالف الإطار التنسيقي ليس كتلة موحدة بالكامل؛ هناك فصائل قوية مملوكة لعناصر محسوبة بشدة على إيران، وقد تبدأ بطرح بديل إذا رأت أن السوداني يتجه بعيداً عن محورها"، وفقاً للمصادر. 

كما أن السوداني، من جهته، بدأ يكسب استقلالاً سياسياً نسبياً، وهو ما قد يُثير القلق لدى طهران من فقدان السيطرة أو النفوذ في بغداد، وفق مراقبين.

بين طهران وواشنطن

تتمتع طهران بنفوذ عبر فصائل شيعية داخل البرلمان والجهاز الأمني العراقي، يمكن استخدامها للضغط أو تعطيل عملية التشكيل. كما أن لديها أدوات عبر التمويل، شبكات اقتصادية، وربما ضغوط أمنية (من خلال الميليشيات أو الجماعات المسلحة المرتبطة بها).

ومن هنا تقول المصادر، إنه في حال شعرت إيران بأن السوداني يخضع لضغوط غربية أو يتجه نحو تقليص دورها، فقد تختار دعم مرشح بديل أو محاولة إطالة عملية التشكيل إلى أن تحصل على حصص أكبر. مع العلم أن الانقسامات بين الفصائل الموالية لإيران تشكل خطراً على نفوذها التقليدي في العراق.

أخبار ذات علاقة

فيديو

جدل بعد ظهور مسؤول إيراني بالانتخابات العراقية.. ما القصة؟ (فيديو إرم)

وعلى الضفة الأخرى، تريد الولايات المتحدة حكومة عراقية أكثر استقلالية عن إيران، وقد تمارس ضغطاً دبلوماسياً أو عبر مساعدات لجعل الحكومة القادمة "مقبولة" من وجهة نظرها. لكن واشنطن لا تتحكم بالكامل في اختيار رئيس الوزراء العراقي، فالأمر في نهاية المطاف سياسي محلي كما ترى المصادر. بمعنى: "إذا دخلت طهران بقوة، فستجد واشنطن نفسها في حلبة مفاوضة وليست مَن يفرض القرار النهائي" على حد قولها.

بدائل طهران

حينما تبحث طهران عن بديل، فإنها غالباً تفضّل شخصية تتحالف معها فصائل "الإطار التنسيقي" أو تنضوي تحت تأثيرها، بحسب ما توضح المصادر. وبالتالي قد تدفع إيران بأسماء بديلة معروفة بقربها الكبير من طهران وأجندتها، على رأس هؤلاء يأتي نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف "دولة القانون"، والذي يُعد من الأسماء القوية ضمن البيت الشيعي، ويُنظر إليه كمَن يمكن أن يقود خياراً فيما لو قررت إيران أن السوداني يسير بعيداً عنها.  

أخبار ذات علاقة

السوداني في أحد مراكز الاقتراع

ائتلاف السوداني يحقق "فوزاً كبيراً" في الانتخابات التشريعية العراقية

كما أن بعض المصادر تطرح اسم قيس الخزعلي، وهو زعيم "عصائب أهل الحق" الذي يُعد من الميليشيات والكتل الموالية لإيران. ويعلن رغبته في الدخول السياسي، ما يمكن أن يجعله مرشحاً لمن تريد طهران أن تضعه في موقع "قابل للسيطرة" على حد قولها. بالإضافة إلى شخصيات أقل علنية ولكنها محسوبة ضمن دوائر النفوذ الإيراني قد تُطرح كخيارات "توافقية" إذا تنازعت الفصائل الكبرى.

ثلاثة سيناريوهات

تتحدث مصادر "إرم نيوز" السياسية والإعلامية، عن ثلاثة سيناريوهات لمنصب رئيس الحكومة العراقية القادمة، حيث يقوم السيناريو الأول على استمرار السوداني، إذا فاز تحالفه بعدد كافٍ من المقاعد، ونجح في تحالف متماسك. ولكن في هذه الحالة فإن طهران ستحاول ضمان مشاركة حلفائها في الحكومة، وربما إدخال بعض الوزارات الحساسة لتأمين وضعها.

السيناريو الثاني وفقاً للمصادر، سيكون تأخير التشكيل أو حكومة توافقية ضعيفة، خاصة إذا دخلت المفاوضات في نفق طويل، فربما نرى حكومة "توازن" بين كل الفصائل، بأدوار أقل للسوداني أو شكل مؤقت. وفي هذه الحال، تستفيد طهران ربما من زمن الانتظار لتعزيز مواقعها.

أما السيناريو الثالث الذي تطرحه المصادر، فهو بديل من طهران، وذلك إذا رأت إيران أن السوداني "خارج المعادلة" لديها، وبالتالي قد تدعم أحد البدائل السابقة (المالكي - الخزعلي)، وتعمل لتمريره عبر الإطار الشيعي، ربما مقابل أن يشكل حكومة أكثر ولاء لها. وفي تلك الحالة، ستضعف خيارات واشنطن، وستدخل في مفاوضات لدعم أو رفض البديل، كما تقول المصادر.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC