الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
بدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ مقترح إقامة "منطقة إنسانية" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تمهيدًا لنقل سكان القطاع إليها وتوزيع المساعدات عليهم عبر شركات خاصة وبإدارة جنود إسرائيليين، وفق ما كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان".
وقالت الهيئة إن "المنطقة الآمنة تقع بين محورَي موراج وفيلادلفيا على الحدود المصرية، وسيُسمح للفلسطينيين من جميع أنحاء قطاع غزة بالعبور إليها، بما في ذلك من المنطقة الإنسانية في المواصي، وذلك بعد اجتياز الفحص الأمني".
وبحسب المقترح، سيتم إنشاء مدينة خيام في المنطقة الجديدة لإيصال المساعدات الإنسانية عبر شركات مدنية، إذ يعارض الجيش الإسرائيلي تولي مهمة توزيع المساعدات بنفسه؛ ما دفع إلى إعداد خطة شاملة تهدف لفصل السكان عن المسلحين.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى إبراهيم، أن "إسرائيل معنية بإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من خلال هذه الخطوة"، مشددًا على أن ذلك يمكّنها من تمرير مخططاتها المتعلقة بتهجير الفلسطينيين والقضاء على ملف اللاجئين.
وأوضح إبراهيم، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "مثل هذه الخطة معدة مسبقًا، لكنها تصطدم برفض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تولي مهمة توزيع المساعدات والإشراف على المنطقة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن الخطة تواجه أيضًا رفضًا من المؤسسات الدولية.
وأضاف أن "إسرائيل لن تجد أي جهة دولية تقبل أن تكون جزءًا من هذه الخطة، فجميع المؤسسات ملتزمة بالعمل من أجل بقاء الأونروا، التي تؤدي دورًا محوريًّا في خدمة قضايا الفلسطينيين".
وأضاف إبراهيم أن "ما يجري ليس فقط تحت ذريعة الحيلولة دون وصول المساعدات لحركة حماس، بل يأتي استكمالًا لاستهداف الأونروا منذ بداية الحرب، بالتعاون مع الولايات المتحدة وبعض حلفائها الذين استجابوا لضغوط أمريكية وقطعوا التمويل عن المنظمة".
وحذر المحلل السياسي من خطورة تصفية الأونروا وتمرير المخطط الإسرائيلي، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مؤكدًا أن اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو متمسك بمخطط التهجير ويرفض التراجع عنه.
إجراءات تشريعية وميدانية
من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية أشرف عكة أن "إسرائيل تنفذ عملية تصفية للأونروا عبر سلسلة من الإجراءات التشريعية والميدانية"، مشيرًا إلى أن الوكالة الأممية تواجه ذلك بمواصلة عملها في الأراضي الفلسطينية كافة.
وقال عكة، لـ"إرم نيوز"، إن "الأونروا تضع إسرائيل أمام تحدٍّ دولي من خلال تقاريرها حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، وهي الجهة الوحيدة القادرة على إغاثة السكان بما تمتلكه من خبرة ومهنية".
وأشار إلى أن "الوكالة الأممية هي المنظمة الدولية القادرة على الاستمرار في تقديم الخدمات للفلسطينيين وتعزيز صمودهم، وهو ما يجعلها مستهدفة من قبل المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية".
ولفت إلى أن "إسرائيل أنشأت محور موراج جنوب القطاع لتحقيق هذا الهدف، ولتغيير الحدود الجغرافية، بما يعقّد المشهد الميداني ويؤثر في أي مفاوضات مستقبلية لصياغة واقع جديد في اليوم التالي لغزة".
وأوضح عكة أن "هناك محاولة لحشر السكان داخل منطقة إنسانية ضيقة؛ ما يزيد تعقيد الواقع الإنساني، وقد يؤدي إلى فتح ممرات من منطقة المواصي باتجاه مطار رامون جنوب إسرائيل، ما قد يجبر السكان على الهجرة الطوعية، خاصة في ظل الضغوط لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وتحديدًا في منطقة موراج".
وشدد على أن "إنهاء عمل الأونروا يخدم بشكل مباشر المخططات الإسرائيلية الرامية لإعادة تشكيل الواقع السياسي والسكاني في غزة".