"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

logo
العالم العربي

خامنئي يرفض التفاوض.. هل تمتلك طهران قدرة "المناورة" مع واشنطن؟

خامنئي يرفض التفاوض.. هل تمتلك طهران قدرة "المناورة" مع واشنطن؟
المرشد الإيراني علي خامنئيالمصدر: رويترز
09 فبراير 2025، 5:25 ص

رأى خبراء أن طهران تمتلك مجموعة من القدرات على المناورة، لتحسين شكل ومضمون المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدين أن تلك القدرات تتمثل في أوراق يتصدرها التحالف الروسي الاستراتيجي-الإيراني.

وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من بين أوراق "المناورة"، الاتفاق الاقتصادي ما بين إيران والصين الذي يستخدم كورقة ضغط مباشرة مع واشنطن، بالإضافة إلى ورقة تواجد "الحرس الثوري" في العراق؛ ما يهدد مصالح أمريكية هناك، والوجود "الحوثي" ومدى استهدافه للتجارة العالمية والمصالح الأمريكية وإسرائيل.

وأشار الخبراء إلى أن ما وصفوه بـ"مناورة" رفض المرشد الإيراني علي خامنئي للتفاوض مع الولايات المتحدة، يستهدف كسب الوقت للمضي في أي نتائج مؤثرة تتعلق بعمليات تخصيب اليورانيوم، وتقوية التحالف الاستراتيجي مع روسيا والصين، حتى يضاعف عدد وقوة أوراقه خلال الفترة المقبلة، لتستخدم في المباحثات غير المباشرة مع أمريكا.

وكان "خامنئي" قال خلال لقائه مع قادة القوات الجوية والدفاع الجوي، مؤخرا، إن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل مشاكل إيران، مشددا على أن الحوار مع واشنطن "غير حكيم وغير شريف" على حد وصفه، ولن يكون له أي تأثير. 

ويقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية ببيروت، الدكتور خالد العزي، إن الرفض الإيراني عبر المرشد في هذا الصدد، يملك وجهتين، الأولى أن طهران ليست مفلسة دبلوماسيا وأنها تريد التفاوض بطريقة يرقى لها بالذهاب دون فرض الضغوط من واشنطن.

أما الوجهة الثانية، هي عدم الرضوخ بشكل مباشر وكلي للتوجيهات الأمريكية، والقول عبر ذلك، إنها لن تستجيب للدعوات بهذا الشكل، لأنه لم يعد لـ"واشنطن" مجال للضغوط في ظل استنزاف الأخيرة العقوبات كافة، وأن إيران تتعايش معها.

وأضاف "العزي" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إيران ترى أن الخطاب الأمريكي الذي يدعو إلى احتواء إيران بالتفاوض، لم يعد مجديا وهذا لا يعني أن طهران رفضت التفاوض وأغلقت الباب مع امريكا ولكن تحاول النقاش بالعموم بالقول إنها مازالت قوية ولديها الكثير من الأوراق، التي تجعلها تقف أمام واشنطن.

وأولى هذه الاوراق التحالف الروسي الاستراتيجي الإيراني الذي وقع منذ أسابيع في ظل اتفاقيات عسكرية وسياسية وأمنية في داخلها أنه في حال اعتداء أي بلد على طرفي الاتفاق، يحق للأخرى الدخول مباشرة في المساندة والدعم.

أما الورقة الثانية بحسب العزي فتتمثل في الاتفاق الاقتصادي ما بين إيران والصين وهو يستخدم كورقة ضغط مباشرة مع واشنطن، أما الثالثة فتخص تواجد "الحرس الثوري" في العراق؛ ما يهدد مصالح أمريكية هناك، فضلا عن التواجد "الحوثي" واستهدافه التجارة العالمية والمصالح الأمريكية وحلفاءها في إشارة إلى إسرائيل. 

ولكن يرى العزي، أن أمريكا جادة في استخدام أوراق الضغط من خلال الخطاب القاسي الذي تتعامل به ادارة ترامب بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق فعلي، فهناك العديد من الأمور الجاهز التعامل بها، في ظل التلويح بالسيف الإسرائيلي الذي سيوجه ضربات لإيران ومشروعها النووي، ومحاصرة النفط الإيراني بشكل أكبر، وزيادة فرض العقوبات على الشركات الدولية التي تساعد النظام الإيراني وحلفاءه.

وبدوره، يوضح الخبير في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، أن الواقع الإيراني الداخلي بعد رفع شعار "الموت لأمريكا" خلال أكثر من 45 عاما، ومع العقوبات "الخانقة" المؤثرة التي انعكست على الداخل الاقتصادي والأمني، وقطع الأذرع في لبنان وسوريا، فإن خطاب "المرشد" عبارة عن مناورة سياسية لا تمتلك حتى إمكانية الدفاع عن النفس.

ويؤكد أبو نضال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه المناورة "مكشوفة" أمام واشنطن؛ لأن قدراتها الهيكلية على الأرض والتي كانت تتمثل في الأذرع التي كانت تهدد المنطقة ومصالح الغرب غير حاضرة.

وأشار أبو نضال إلى أن خامنئي بهذا الموقف يستهدف كسب الوقت للمضي في أي نتائج مؤثرة تتعلق بعملية تخصيب اليورانيوم، لاستخدامها كورقة ضغط مع واشنطن في التواصل عبر خطوط التواصل مع الولايات المتحدة، وأيضا تقوية تحالفه الاستراتيجي مع روسيا والصين، حتى يضاعف عدد وقوة أوراقه خلال الفترة المقبلة، في المباحثات غير المباشرة مع أمريكا.

أخبار ذات علاقة

مهدي كروبي

"القطيعة دمرتنا".. سياسي إيراني بارز يطالب الحكومة بالتطبيع مع أمريكا

ولفت أبو نضال إلى أن هذه المناورة لن تستمر كثيرا ولن يكون أمام طهران سوى أمرين، إما الانصياع لجميع الشروط الأمريكية المقدمة من جانب إدارة "ترامب"، أو المواجهة التي ستجلب الهلاك للداخل بالذهاب بشكل يتجاوز مرحلة العقوبات، وذلك في وقت تضع فيه الظروف الداخلية التي يمر بها عموم إيران ومشاكل المعيشية، ضغوطا جمة على الجهات الايرانية المسؤولة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC