بينما يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحرب اقتصادية تجاه كندا والمكسيك والصين، إضافة إلى أوروبا أيضًا، حذر خبراء من أن هذا "الخطأ" الذي يرتكبه ترامب قد يرتد على الولايات المتحدة نفسها.
وبحسب صحيفة "إل بايس" الإسبانية، فإنه رغم أن التهديدات لم تتحقق بعد، إلا أن تحركات ترامب وتصريحاته تشكل مقدمة لما يبدو أنه تحول حتمي في العلاقات التجارية بين سوقين مترابطين.
ونقلت الصحيفة عن مدير معهد الدراسات الاقتصادية الإسباني، جريجوريو إيزكويردو، قوله إن "خطوة ترامب هي خطأ، ومن شأنها أيضًا أن تتسبب في انكماش التجارة الدولية، وإفقار العالم".
وبحسب تحليله، فإن استخدام الرسوم الجمركية كإجراء ضغط من جانب إدارة ترامب ضد الاتحاد الأوروبي لن يكون له معنى كبير، لأن "أوروبا، على عكس الصين، لديها فائض تجاري كاف لعدم الاضطرار إلى الاستسلام".
ومع ذلك، يقترح إيزكويردو، كعلاج للاحتواء، أن تعمل الكتلة المجتمعية على "تعزيز سياستها التنافسية لمواصلة التصدير في عالم يتسم بجوانب حمائية، وأن تركز على "خفض العجز العام؛ لأن هذا من شأنه أن يضعف قدرة الاقتصاد على المنافسة".
وأشار مدير الشؤون الاقتصادية في شركة فونكاس، ريموند توريس، إلى أن هذا النوع من السياسات "تضخمي في الأساس"، وأن "هناك العديد من الترابطات" التي من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى الإضرار بالاقتصاد الأمريكي نفسه.
وأضاف توريس أن "غرفة التجارة الأمريكية نفسها أعربت بالفعل عن قلقها بشأن التأثيرات المحتملة التي قد يخلفها هذا الأمر على اقتصاد الولايات المتحدة".
ومن جهته، يعتقد كبير خبراء الاقتصاد في دائرة رجال الأعمال الإسبان، كريستيان تشيس، أن "دونالد ترامب الأقوى والأكثر تصميمًا يغير قواعد اللعبة في السياسة الدولية".
وقال إن هذا يمثل "تحذيرًا لأوروبا، التي ينبغي أن تكون منتبهة للغاية لتطور الوضع الجيوسياسي".
ووصف تشيس التحركات الأولى للرئيس ترامب بأنها "تكتيكية وليست استراتيجية"، لأنها في رأيه "تركز على إحداث تغيير في أهداف محددة للغاية في الأمد القريب، وليس تغييرًا جذريًّا في العلاقات التجارية مع كندا أو المكسيك أو الصين".
علاوة على ذلك، هو يرى أن هذه الإجراءات غير فعالة في تصحيح "الاختلالات العميقة التي تؤثر في ميزان المدفوعات الأمريكي".
ويحذر الخبراء من أنه رغم رغبة ترامب في إدراج أوروبا بين ضحاياه، فإن الخطر الحقيقي يكمن في الوقت الذي يستعد فيه لفعل ذلك، حيث تمر بلدان ذات وزن هائل، مثل: فرنسا، وألمانيا، باضطرابات شديدة.