مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة

logo
العالم العربي

لقاء الدوحة يُنهي "الجمود".. بغداد تفتح باب الحوار مع دمشق

لقاء الدوحة يُنهي "الجمود".. بغداد تفتح باب الحوار مع دمشق
جانب من لقاء السوداني والشرع في الدوحةالمصدر: وكالة الأنباء العراقية
18 أبريل 2025، 7:59 ص

قال خبراء سياسيون إن بغداد تحاول التكيّف مع التغيرات المحتملة في خريطة التحالفات، وذلك بعد إبداء رغبتها في فتح صفحة جديدة مع دمشق بعد أشهر من الجمود.

وجمع لقاء مباشر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بالرئيس أحمد الشرع في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما كسر فيه العراق حالة الترقب والتردد في التعاطي مع النظام السوري الجديد.

ولم تتعامل بغداد بحماس مع التغييرات السورية، إذ فضّلت عدم إصدار مواقف واضحة تجاه الشرع، وسط تباينات داخلية ومخاوف من تداعيات الانفتاح السريع على الملف السوري.

أخبار ذات علاقة

من اللقاء

التقى أمير قطر والشرع.. زيارة "مفاجئة" للسوداني إلى الدوحة

 لكن العلاقة بدأت تتحرك شيئًا فشيئًا، عبر زيارة أجراها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد مؤخرًا، تلاها اتصال هاتفي بين السوداني والشرع، للتهنئة بالعيد كمؤشرات تدريجية على إعادة بناء جسور التواصل بين البلدين.

ويُنظر إلى اللقاء كجزء من مقاربة عراقية جديدة، تسعى إلى تحييد ملف العلاقة مع دمشق عن الاستقطابات الإقليمية، وتوظيفه ضمن سياسة التوازن، خصوصًا في ظل ضغوط دولية على الميليشيات المسلحة، ومحاولات للحد من نفوذها داخل القرار السيادي.

خطوة ضرورية

واعتبر الباحث الاستراتيجي، ناجي الغزي إن "العراق بات بحاجة إلى بناء علاقة مستقرة وواضحة مع سوريا، تقوم على المصالح المشتركة والتنسيق الأمني، بعيدًا عن المزاج السياسي أو الاصطفافات التي حكمت هذا الملف في السنوات الماضية".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "تعزيز التواصل الرسمي مع القيادة السورية الجديدة خطوة ضرورية في هذا التوقيت، لاسيما مع التطورات المتسارعة في الإقليم، والحاجة إلى ضبط الحدود ومنع أي فراغ قد تستغله التنظيمات المتطرفة، خاصة وأن العراق يتحمّل جزءًا كبيرًا من تبعات الفوضى التي تشهدها الساحة السورية".

 

وأشار الباحث الغزي إلى أن "بغداد تسعى إلى تعزيز دورها الإقليمي كوسيط فاعل، قادر على التواصل مع مختلف الأطراف، مع الحفاظ على توازن دقيق بين التزاماتها الدبلوماسية ضمن منظومة الجامعة العربية، واعتباراتها السياسية الداخلية، خصوصًا في ظل الانقسامات الداخلية بشأن شكل العلاقة مع دمشق".

وواجهت خطوة السوداني تجاه الشرع، انتقادات واسعة من قبل نواب وناشطين مقربين من ميليشيات مسلحة، اعتبروا اللقاء تجاوزًا لمواقف سياسية ثابتة، باعتبار أن الشرع قاتل سابقًا في العراق ضمن التنظيمات المسلحة، وسط تساؤلات عن مبررات التحول السريع في الخطاب الرسمي، وعن مدى تنسيق هذه الخطوة مع القوى الحليفة لإيران داخل العراق.

تطور لافت

من جهته، رأى المحلل السياسي عماد محمد أن "اللقاء الأخير بين السوداني والشرع يعكس تطورًا لافتًا في آليات اتخاذ القرار السياسي في العراق، إذ باتت الحكومة الحالية تتحرك وفق حسابات دقيقة تتعلق بتأثير المتغيرات الخارجية على الداخل العراقي".

أخبار ذات علاقة

العلمان الإيراني والأمريكي

"حذر سياسي".. بغداد تترقب نتائج مفاوضات واشنطن وطهران

 وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "بغداد تدرك أن غيابها عن التفاعل المباشر مع التحولات الجارية في سوريا قد يضعف من موقعها الإقليمي، خاصة في الملفات الأمنية والاقتصادية المرتبطة بالحدود، وهو ما يفسر هذا الانفتاح التدريجي، الذي يُراعي التوازنات الداخلية لكنه لا يغفل عن تفاعلات وديناميكية الساحة السورية".

ومع أن الحكومة العراقية تبدي انفتاحًا تدريجيًا تجاه سوريا الجديدة، إلا أن استمرار التباين في الداخل العراقي قد يعقّد مسار الانفتاح، ما يضع السوداني أمام اختبار سياسي يتطلب موازنة دقيقة بين ضرورات الأمن القومي، ومقتضيات التوافق الداخلي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC