رجّح خبراء سياسيون ومختصون في الشأن الفلسطيني، أن يكون دور حركة حماس في غزة خلال الفترة المقبلة سياسي، مشيرين إلى أنه لن يكون عسكريا أو متعلقا بإدارة القطاع؛ بحكم ما فرضه الميدان سواء في الحرب بينها وبين إسرائيل، أو مستجدات سوريا ولبنان.
وأوضحوا في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الحضور السياسي لـ"حماس" ضمن اليوم التالي للحرب، سيكون عبر الترتيب مع السلطة الفلسطينية التي سيكون لها الدور الأكبر بتشكيل حكومة وحدة وطنية في الضفة الغربية وقطاع غزة معا.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن غزة لن تحكمها مرة أخرى حركة حماس، في ظل سعي بلاده إلى صياغة واقع جديد في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، في جامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، أن حركة حماس حتى الآن مازالت متواجدة على الأرض في غزة، ومن يريد أن يحكم القطاع، يجب أن ينسق ويرتب أبعاد المرحلة المقبلة معها.
وأوضح الرقب في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "حماس صاحبة تأثير سياسي بشكل أو آخر في القطاع، وفي إطار ما تعرضت له غزة من إبادة جماعية، فمن الممكن أن تترك المشهد لأي فصيل فلسطيني يتوافق عليه الجميع، ويحظى بقبول دولي لإدارة القطاع، ولكن ثمة نقاطا يجب أن يتم التوافق عليها، مازالت حتى الآن محل بحث بين الفصائل الفلسطينية".
وأشار الرقب إلى أن "اليوم التالي للحرب يجب أن يشهد ترتيبا وتنسيقا بين حركتي فتح وحماس، وأن هناك نقاطا تريد أن تطمئن لها الأخيرة، فيما يتعلق بتوفر السبل والدعم في إتمام عملية الإعمار دون عراقيل، وعدم تكرر الاعتداءات من الجانب الإسرائيلي وأن يضمن المجتمع الدولي ذلك، وهنا ستقوم حماس بتحييد نفسها عسكريا، لكن سيظل حضورها قائم على المستوى السياسي".
وتابع الرقب أن "المطلوب في هذه الفترة أن يكون هناك عمق في الحوار، ليس بين فتح وحماس فقط، ولكن بين الأطراف كافة، حتى لا يكون هناك أي صدام مع المستجدات أو يكون هناك استغلال من جانب إسرائيل، لليوم التالي للحرب".
ويرى الباحث في العلاقات الدولية عمرو حسين، أن الدور العسكري لحركة حماس لن يكون مثل السابق بعد أن فرض الواقع الميداني نفسه مؤخرا في ظل الضربات التي وجهتها إسرائيل داخل القطاع على مدار 15 شهرا.
وأوضح حسين، لـ"إرم نيوز"، أن حركة حماس بدأت بتقبل الواقع الجديد أيضا في المنطقة المحيطة بها بعد المتغيرات التي جرت في لبنان وسوريا، لذلك، أبدت مرونة لوقف الحرب على غزة، في ظل المعاناة التي يعيش فيها أهالي القطاع.
ويعتقد، أن الدور الأكبر في إدارة القطاع، سيكون للسلطة الفلسطينية التي ستعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية للضفة الغربية وقطاع غزة معا.
وأضاف حسين، أن العبء الأكبر في المرحلة المقبلة، لا يتعلق بدور "حماس" أو وجود "فتح" ، ولكن في إتمام "الصفقة" بنجاح، ولا سيما أنها ستتم على 3 مراحل، وستكون أصعب مرحلة هي الثانية أي بعد 42 يوما من انطلاق تطبيق الاتفاق.
وأرجع "حسين" صعوبة هذه المرحلة لعدة اعتبارات، منها أنها ستكشف عن مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق للنار، بشكل مستدام أو مؤقت، للحصول على المحتجزين لدى "حماس"، فضلا عن أن هذه المرحلة من المنتظر أن تشهد إطلاق سراح إسرائيل، لقيادات فلسطينية مهمة منهم مروان البرغوثي، وسط انتظار لالتزام "تل أبيب" بذلك وعدم المراوغة في تطبيق الاتفاق.