لم تكن تدرك الطفلة الفلسطينية ريماس خليفة، ذات السبعة أعوام، أنها تلعب للمرة الأخيرة مع أشقائها الثلاثة، وأنها لن تتناول وجبة الطعام التي كانت تعدها والدتها لحظة القصف الإسرائيلي على منزل عائلتها بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
"ريماس" التي نجت من الموت بأعجوبة بعد أن أصيبت بجراح بليغة، روت لـ"إرم نيوز"، تفاصيل عودتها للحياة بعد ستة أيام قضتها تحت أنقاض منزل عائلتها المدمر بصاروخين أطلقا من طائرة حربية، ما أدى لوفاة والدها ووالدتها وثلاثة أشقاء لها.
وقالت ريماس، إنها "كانت تلعب مع إخوتها في الوقت الذي كانت تطهو والدتها طعام الغذاء لجميع أفراد العائلة"، مشيرًة إلى أن المنزل تعرض لقصف إسرائيلي دمره جزئيًا بصاروخ، ثم أطلق صاروخ آخر دمر ما تبقى من المنزل.
وأوضحت أنها "بقيت تحت أنقاض المنزل المدمر نحو الستة أيام دون أكل أو ماء، وأنها كانت فاقدة الوعي بالكامل في حينها"، مبينةً أن صدفة كانت السبب في إنقاذها من الموت وعودتها للحياة بعد أن ظن جميع أفراد العائلة أنها بين الضحايا.
وأشارت إلى أن "مرور أحد الجيران صدفة من جوار المنزل المدمر كان سببًا في إنقاذها، حيث لاحظ الرجل يدها، وأنها لا تزال تتحرك، ليعمل مع عدد من الأشخاص على إخراجها من تحت الأنقاض ونقلها للمستشفى".
وأضافت "كنت مصابة في عيني وفي رأسي، وأول شيء سألت عنه عمتي هو والداي وأخوتي، لأفاجأ بأنهما استشهدا في القصف الإسرائيلي"، مبينًة أنها عاشت لحظات صعبة بعد معرفتها بخبر مقتل جميع أفراد عائلتها.
وتابعت "أنا الآن وحيدة وأعيش دون إخوتي وأمي وأبي، وأتذكر حياتي معهم يوميًا وأشتاق بشكل أساسي لأختي الصغرى، الاحتلال حرمني من الحياة البسيطة، ومن اللعب مع إخوتي، دون أن يكون لي أي ذنب في ذلك".
وبينت أنها "تعاني الأمرّين في رحلة العلاج الجسدي والنفسي، وأنها تخاف بشدة من أصوات القصف وتتمنى لو أن الحرب تتوقف في لحظة"، قائلة "لا أشعر بالأمان وأخاف أن أفقد حياتي مرة أخرى، وأن أكون تحت الأنقاض مجددًا في ظل استمرار الحرب".