مفوض الأونروا: الوضع الإنساني في قطاع غزة في غاية السوء

logo
العالم العربي

رهان أمريكي على سوريا لاستعادة النفوذ في الشرق الأوسط

رهان أمريكي على سوريا لاستعادة النفوذ في الشرق الأوسط
دونالد ترامب وأحمد الشرعالمصدر: رويترز
04 يوليو 2025، 12:01 ص

قال تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب رفع معظم العقوبات المفروضة على سوريا، في خطوة اعتبرها خبراء دليلاً على إدراك متزايد داخل الإدارة الأمريكية بأن سوريا قد تتيح الآن فرصة نادرة لواشنطن لاستعادة نفوذها الإقليمي، ومواجهة خصومها، ودعم حلفائها في المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، يوم الاثنين، قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت: "هذا وعد آخر قطعه الرئيس وأوفى به"، في إشارة إلى لقاء ترامب الأخير مع الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال زيارته إلى السعودية.

وأضافت: "إنه ملتزم بدعم سوريا مستقرة وموحدة، تعيش في  سلام مع نفسها ومع جيرانها".

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

البيت الأبيض: ترامب يدعم نجاح سوريا برفع العقوبات المفروضة عليها

فرصة للنجاح

وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن العقوبات الأمريكية أدت دورها وأدت إلى شلل اقتصادي شبه كامل في البلاد، مضيفًا "لكن ترامب يمنح سوريا الآن فرصة للنجاح".

وأوضح شينكر أن سوريا اتخذت خطوات طالبت بها واشنطن منذ سنوات، أبرزها السماح بتفتيش منشآتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن تنظيم "داعش"، والتعاون مع ضباط الاتصال الأمريكيين في جهود مكافحة الإرهاب.

وبحسب شينكر، فإن سوريا مستقرة تركز على التعليم والخدمات الاجتماعية بدلاً من عسكرة المجتمع، ستكون أقل قابلية لعودة تنظيم داعش أو تمدد النفوذ الإيراني.

حسابات استراتيجية

من جهته، قال المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جاويد علي، إن الخطوة تأتي في إطار "حساب استراتيجي،؛ فسوريا التي لم تعد تستضيف وكلاء إيران، وتتعاون في مكافحة الإرهاب، وتندمج مع محيطها العربي، تخدم المصالح الأمريكية على مختلف المستويات".

واعتبر علي أن رحيل الأسد يُشكل "ضربة جديدة للجمهورية الإيرانية"، ويمهد الطريق لتوحيد الدول العربية السنية، أو ضمن تحالف متزايد ضد إيران.

وأوضح التقرير أنه لا يزال للجيش الأمريكي وجود محدود ولكنه مهم في سوريا، يضم نحو ألف جندي موزعين على 3 أو 4 قواعد في الشمال الشرقي، يقدمون معلومات استخباراتية ويملكون قدرة تنفيذ ضربات سريعة.

وقال علي "هذا الوجود يُعد من أبرز المواقع الأمامية في الحرب على الإرهاب؛ لقد نفذنا عدة عمليات استهداف هذا العام فقط".

لكنه حذر من أن تعميق التعاون الأمريكي-السوري قد يؤدي إلى تعقيدات، موضحًا: "هناك احتمال بأن تطلب دمشق تقليص الوجود الأمريكي على أراضيها، مما قد يؤثر على قدرتنا على مراقبة نشاط الجماعات المسلحة، أو إدارة أوضاع عشرات آلاف المعتقلين من تنظيم داعش في معسكرات تحرسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

سلام دائم

بدوره، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، تايلور روجرز "يسعى الرئيس ترامب إلى تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك دعم سوريا موحدة تعيش في سلام داخلي ومع جيرانها".

وأضاف "قد تم رفع العقوبات المتعلقة بضوابط التصدير، مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على الإرهابيين والجهات التي تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي؛ الرئيس وعد بمنح سوريا فرصة لإعادة البناء والازدهار، وهو الآن يفي بوعده".

تطبيع محفوف بالمخاطر

بخصوص علاقة دمشق وتل أبيب، أوضح التقرير، أنه لا يزال مسار التطبيع مع إسرائيل محفوفًا بالمخاطر؛ فسوريا، رسميًا، لا تزال في حالة حرب مع إسرائيل، ورغم أن الرئيس الشرع ألمح إلى قبول خطوط وقف إطلاق النار ما قبل عام 1974، فإن الفصائل المسلحة داخل سوريا تعارض بشدة أي تحرك نحو التطبيع.

وكشف شينكر عن ورود تقارير حول محاولات لاغتيال الشرع، مشيرًا إلى أن الوضع سيزداد تعقيدًا إذا انتقل من حالة "اللاحرب" إلى تطبيع كامل.

أخبار ذات علاقة

الرئيس السوري أحمد الشرع

أشعل وسائل الإعلام.. هل نجا الرئيس السوري من محاولة اغتيال؟ (فيديو إرم)

تكامل إقليمي

وفي السياق ذاته، قال تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، إن "سوريا لطالما شكلت جرحًا مفتوحًا في قلب المنطقة ومحركًا لعدم الاستقرار... لكن إذا استقرت الآن، فإنها ستمهد الطريق لتكامل إقليمي أوسع".

وأضاف: "استقرار سوريا سيؤدي إلى ربط إسرائيل والأردن بقوس أكثر أمنًا، ويُقلل الحاجة إلى تدخل عسكري أمريكي واسع النطاق".

وختم ليستر بالقول إن الأوضاع على الأرض لا تعكس حتى الآن حجم التقدم المُحرز خلف الكواليس، مضيفًا: "علينا فقط أن نأمل أن يلتقي العاملان في المنتصف، وأن يسود الهدوء على الأرض أيضًا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC