logo
العالم العربي
خاص

"داعش" يخطط للتحرك.. حملة مرتقبة للتحالف و"قسد" بمعزل عن دمشق (إنفوغراف)

"داعش" يخطط للتحرك.. حملة مرتقبة للتحالف و"قسد" بمعزل عن دمشق (إنفوغراف)
"داعش" يخطط للتحرك.. حملة مرتقبة "للتحالف" و"قسد" بمعزل ع...
28 يونيو 2025، 6:02 ص

لم يكن مفاجئاً أن تتزامن تحذيرات السلطات السورية، عن الخطر المحدق الذي بات تنظيم "داعش" يمثله على النظام الجديد والبلاد، مع تصريحات لقائد قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، اللواء الأمريكي كيلفن سي ليهي، عن قرب إطلاق التحالف الدولي حملة عسكرية ضد التنظيم، فالتنظيم عدو مشترك لكلا الطرفين.

لكن المفاجئ أن يعلن التحالف الدولي عن إطلاق حملة قريبة ضد التنظيم الإرهابي، بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" وليس مع سلطات دمشق التي أبدت مراراً جاهزيتها لمحاربة التنظيم والتعاون مع التحالف للقضاء عليه.

ووفقاً لخبراء ومراقبين، يبدو أن خطر تنظيم "داعش" بات واقعياً وحقيقياً وجاداً، وإن كان للآن لا يظهر على أنه يمثل تهديداً وجودياً في سوريا.

أخبار ذات علاقة

بعد فاجعة الكنيسة.. قتلى في هجوم للداخلية السورية على أوكار داعش

بعد فاجعة الكنيسة.. الداخلية السورية تستهدف أوكار داعش (فيديو إرم)


تحذيران متزامنان

كشف مصدر في الحكومة السورية أن  الجهات الأمنية حصلت على معلومات تفيد بأن تنظيم "داعش" يخطط لتنفيذ هجوم عسكري واسع ومباغت، يستهدف السيطرة على أحياء في مدن رئيسية بشكل متزامن، على أن تكون نقطة الانطلاق من مدينة حمص.

وأوضح المصدر في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن المخطط يشمل استهداف أماكن عبادة ومقامات دينية، في محاولة لإحراج الحكومة السورية والتشويش على الوضع الأمني. وأضاف أن "داعش" يتبع حالياً استراتيجية التغلغل من البادية إلى المناطق الحضرية. 

تزامن هذا التحذير مع تصريح ملفت لقائد قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق، كؤلفن سي ليهي، قال فيه إن خطر تنظيم داعش يتفاقم ولا نستبعد هجوماً مفاجئاً واسعاً داخل مراكز مدن في سوريا.

وأضاف ليهي أن قوات التحالف الدولي تعمل مع قوات سوريا الديمقراطية لإطلاق حملة عسكرية واسعة في الصحراء السورية، وسيتم تحديد موعد انطلاق العملية المشتركة قريباً. 

خطر حقيقي.. وغير تقليدي

الكاتب والباحث السوري، مالك الحافظ اعتبر أن الخطر الذي يمثّله تنظيم "داعش" في هذه المرحلة حقيقي وليس دعائياً، لكنه في الوقت ذاته خطر مركّب وغير تقليدي، يختلف عن مراحله السابقة التي ارتكز فيها على السيطرة التراتبية والإدارة المحلية.

ويوضح الحافظ في تصريحات "لإرم نيوز"، بأن تنظيم "داعش" اليوم لا يسعى بالدرجة الأولى إلى استعادة "الخلافة" بالمعنى الإداري، وإنما يتحرك وفق استراتيجية "الإنهاك والاستنزاف"، وهي استراتيجية شبيهة بتلك التي استخدمها في العراق بعد عام 2007، وتعتمد على الكمائن، العمليات الخاطفة، الضربات النوعية، والتحكم بالفراغ الأمني.

أخبار ذات علاقة

كنيسة مار إلياس بعد الهجوم الإرهابي

سوريا.. 20 قتيلاً إثر هجوم لداعش على كنيسة "مار إلياس" (فيديو وصور)

وأشار إلى أن الخطر يكمن في قدرته على تنفيذ ضربات متزامنة ومباغتة في مناطق متعددة، خاصة في البادية الممتدة بين حمص ودير الزور وصولاً إلى ريف الرقة.

ويرى الباحث والمحلل السياسي السوري، أن حضور التنظيم اليوم يتركز في مناطق بادية حمص - السخنة - تدمر، وهي بيئة حيوية لتحرك خلاياه نظراً لاتساع المساحة وضعف السيطرة الأمنية المركزية. كما كان له تواجد حتى فترة قريبة في بادية دير الزور جنوب الفرات، ومحيط جبل عبد العزيز وجبل البشري.

تقاطع مصالح "مؤقت"

وفقاً للحافظ، فإن التحذيرات المتزامنة من دمشق ومن التحالف لا تعني بالضرورة توافقاً استراتيجياً، وإنما تقاطُع مصالح مؤقت على ضرورة تطويق الخطر الداهم الذي يهدد استقرار الجميع، وإن اختلفت الدوافع والقراءات.

وبالتالي فإن إعلان التحالف أن حملته العسكرية ستكون بالتعاون مع "قسد" وليس مع دمشق، يحمل أبعاداً سياسية وعسكرية معقّدة، ذلك أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يُدرك أن التعاون مع "قسد" يقدّم له أربع مزايا، أولها الفعالية الميدانية، فقوات قسد لديها تجربة ناجحة في قتال داعش في الرقة ودير الزور، وتتمتع بمرونة وتنسيق عالٍ مع الاستخبارات الأمريكية.

لوحة لداعش في الرقة أثناء احتلاله للمدينة

يتابع الحافظ: هناك ميزة أخرى لقسد، وهي القدرة على تحريك القوات في جغرافيا معقدة، خاصة أن لها حضوراً في مناطق يصعب على غيرها الوصول إليها، بحكم التجربة والتمرس. بالتالي، فإن التحالف قد يُرسل رسالة مزدوجة،  إلى "داعش" بأن الحملة قادمة بقوة، وإلى دمشق بأن الشراكة في الحرب على الإرهاب لا تعني بالضرورة إعادة الاعتراف أو الانخراط السياسي.

انعدام ثقة.. "واضح" 

يعتقد الكاتب والباحث الحافظ أن انعدام الثقة من قبل الأمريكيين بقوات دمشق واضح؛ "فالقوات التابعة للسلطة الانتقالية الحالية لم تُبنَ على أساس جيش وطني موحد ذي عقيدة عسكرية احترافية، بل تشكلت إلى حد كبير من إعادة تدوير عناصر جهادية سابقة، تتراوح ولاءاتهم بين البعد المحلي والانتماء العقائدي العابر للحدود"، وفقاً لقوله.

وهنا يُطرح وفقاً للحافظ "سؤال مركزي": هل يمكن للقوات ذات الخلفيات السلفية الجهادية أن تخوض معركة فعالة ضد داعش دون أن تفتح المجال لانشقاقات داخلية أو تبدلات ولائية؟

ويجيب "المشكلة لا تتعلق فقط بإمكانية تبدل الولاءات، بل أيضاً بالنزعة الانتقامية لبعض هذه الجماعات، والميل إلى استخدام الخطاب الإسلامي المتشدد حتى في العمليات الأمنية، ما يضعف الرواية المضادة لداعش".

أخبار ذات علاقة

عناصر من تنظيم داعش

تحذير دولي: داعش بدأ تنفيذ "خطة العودة" في سوريا والعراق

 
سياق مختلف

المحلل السياسي الأردني صلاح ملكاوي، يؤكد من جانبه على الخطر الكبير، الذي يشكله "داعش" اليوم،  فيقول "نعم، الخطر حقيقي ومتزايد ومؤشرات هجوم واسع باتت واضحة، وآخرها ما شهدناه من هجوم لداعش على كنيسة في منطقة الدويلعة بالعاصمة دمشق بالإضافة لأدلة كثيرة. 

من ضمن هذه الأدلة والمؤشرات، وفقاً لملكاوي، التحذيرات المتزامنة الصادرة عن دمشق، وأيضاً ما صدر عن التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ويضيف أن مصادر استخباراتية أفادت بأن "داعش" بات يمتلك قدرة على الحركة في بادية حمص والرقة ودير الزور. وأنه يمتلك شبكات دعم لوجستي غير مرئية، وحواضن قبلية قد تكون خائفة أو مترددة، وخلايا نائمة في المدن الكبرى. وقد "شهدنا ذلك خلال الأيام والأسابيع الماضية في حلب ودمشق نفسها. 

لكن الخبير والمحلل الأردني يتحدث عن  ضرورة "تفكيك المشهد" في المعركة ضد داعش، إذ "نتحدث اليوم عن دمشق تحت سلطة أحمد الشرع وحكومته المؤقتة، وهذا سياق مختلف تماماً عن السياق الذي بني فيه التحالف بين "قسد" و"قوات التحالف" وفق قوله.

هذا يعني، وفقاً لملكاوي، أننا نتحدث عن سياق سياسي وعسكري مختلف تماماً. وهذا السياق الجديد يتطلب  معادلات ميدانية وإقليمية جديدة.

أخبار ذات علاقة

إعادة المختطف لذويه

بعد 11 عاما على اختطافه.. تحرير عراقي من قبضة داعش

 

دوافع التعاون مع قسد

يستعرض المحلل السياسي صلاح ملكاوي، أسباباً محتملة وغير معلنة لتعاون التحالف الدولي مع "قسد" على حساب الجيش السوري الجديد، فيقول "لمسنا خلال الأسابيع الماضية غياباً للتنسيق الكامل حتى الآن بين التحالف وحكومة الشرع المؤقتة الجديدة. حيث إن الحكومة في دمشق ما زالت في مرحلة التأسيس المؤسساتي والعسكري والاستخباراتي. مشيراً إلى أن التحالف والغرب بشكل عام لا يبني تحالفات أمنية بسرعة.

ويضيف ملكاوي: أيضاً قد يكون التحالف في مرحلة اختبار لنوايا الحكم الجديد واستقراره قبل الشروع بتعاون مباشر مع دمشق.

ويلفت أيضاً إلى أن التحالف الدولي لديه بنية عملياتية جاهزة مع "قسد" منذ عام 2014 وحتى اليوم. منها غرف عمليات وتواصل مباشر ووحدات تدخل سريع ووحدات إنزال، مشيراً إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، أثبتت خلال السنوات الماضية فعاليتها في مواجهة "داعش" منذ سنوات بخلاف الفصائل التابعة اليوم لدمشق. وأيضاً هناك سبب آخر يتمثل في أن التحالف لا يريد إحراج الشرع أو إقحامه بعملية محفوفة بالمخاطر في البادية دون تجهيز.

 نظرة شك

هل يثق التحالف بقوات دمشق الجديدة للمشاركة في المعركة؟

يجيب الخبير صلاح ملكاوي بالقول إن هذه الثقة "جزئية ومشروطة" حتى الآن. ذلك أن هناك عناصر في الجيش السوري الجديد لا تزال غير مصنفة أمنياً بشكل واضح. وكثير من المجندين أو الضباط كانوا سابقاً جزءاً من قوات الأسد أو ميليشيات ممولة من إيران وروسيا، وتحديداً في المناطق الشرقية، وقد يبدلون ولاءهم لداعش أو غيره عند الفوضى.

وبالتالي، يقول ملكاوي، هذا التردد يجعل التحالف يفضل الاعتماد على "قسد" الآن، إلى أن تعاد هيكلة الجيش السوري الجديد ويتم تطهيره من أي اختراقات محتملة.

ويشير إلى أن بعض المقاتلين الأجانب الذين تم ضمهم إلى الجيش السوري يشكلون خطراً محتملاً، خاصة في حال ضعف السيطرة والفرز الاستخباري. قد يكون هؤلاء ثغرة أمنية، فبعضهم قاتل سابقاً مع "داعش" أو "جبهة النصرة"، وقد يكونون عرضة للشراء أو التهديد أو الاستقطاب العقائدي من جديد.

ويرى ملكاوي أن التحالف الدولي يخشى من ولاءات مزدوجة وخلايا نائمة داخل وحدات الجيش الجديد، خصوصاً في حال أرسلت هذه الوحدات إلى مواجهة "داعش" دون جاهزية استخباراتية.

الأعداد وأماكن التمركز.

لا وجود لأرقام نهائية لتعداد عناصر التنظيم يمكن الركون إليها، لكن يمكن الاعتماد على بعض التقديرات التي تشير بالحد الأدنى إلى حوالي 2500 عنصر في البادية السورية، وهم بمثابة العمود الفقري. وفي ريف دير الزور قد ينتشر بين 500 إلى 750  عنصراً. 

أعدادهم زادت بعد سقوط نظام الأسد، لكن ليس بالمعنى الكمي المباشر، وإنما على مستوى الدينامية التنظيمية وإعادة التمركز. ذلك بسبب الفراغ الأمني والإداري الذي خلفه سقوط النظام في مناطق تمركز التنظيم، ما أتاح له استعادة حرية الحركة والتنقل بين جبهات لم يكن يصلها بسهولة.

أما أماكن تمركز داعش اليوم، وفقاً لتقارير ومعلومات استخباراتية، يتمركز تنظيم" داعش" اليوم في بادية حمص الشرقية مثل تدمر والسخنة وأراك، وهو القلب النابض للتنظيم والذي يضم معسكرات متنقلة ومخازن أسلحة.

 كما يتمركز هو في جنوب الرقة وغرب دير الزور، وهي خطوط تسلل من العراق وساحة تدريب للمقاتلين الجدد.

وتعتبر منطقة الحدود السورية- العراقية مثل التنف والبوكمال، معابر للتهريب ومرور القيادات.

كما يتواجد التنظيم أيضاً، في جيوب أمنية  بريف حلب الشرقي، وقد تابعنا مداهمات الأمن السوري لهذه الجيوب خلال الأسابيع الماضية. وأيضاً، يحتفظ التنظيم بوجود خلايا له في ريف درع الغربي، وكل مراكز انتشاره تخفي خطراً حقيقياً ومرشحاً للانفجار في أي وقت.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC