الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
يرى خبراء أن الاجتماع الثلاثي بين سوريا والأردن والولايات المتحدة، الذي عقد في عمّان، يناقش طرح اللامركزية كحل لتهدئة الجنوب السوري، ضمن إطار تفاهمات إقليمية ودولية تخدم مصالح الأطراف الفاعلة.
وأضاف الخبراء أن الاجتماع يهدف إلى تحقيق تطلعات إسرائيلية في ضمان أمن المناطق الجنوبية المحاذية للجولان، من خلال تقليص النفوذ الأمني للحكومة السورية، وتعزيز الحضور الروسي كوسيط يحظى بقبول دولي.
كما تطرح اللامركزية كصيغة حكم توافقية، في وقت يحرص فيه الأردن على منع أي اتجاه نحو التقسيم، حفاظاً على استقرار حدوده الشمالية، بحسب الخبراء.
ويأتي الاجتماع بالتزامن مع زيارة ممثل عن الكونغرس الأمريكي إلى دمشق، والتي حملت، وفق مصادر، مطالب إسرائيلية بفتح ممر آمن إلى محافظة السويداء، ما يعكس تداخلا واضحا بين الأجندات الأمنية والملفات الإنسانية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي فداء الحلبي إن سياق الأحداث وطبيعة التمثيل في اجتماع عمّان، يشيران بوضوح إلى أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو تحقيق التطلعات الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية عموما، وفي السويداء على وجه الخصوص.
وأضاف الحلبي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن زيارة عضو الكونغرس الأمريكي، أبراهام حمادة، إلى دمشق قادما من إسرائيل قبل ساعات من الاجتماع، تشكّل دلالة واضحة على أن المبعوث حمل رسالة إسرائيلية إلى السلطة الانتقالية في سوريا، تعكس إرادة تل أبيب في الجنوب السوري.
وأشار إلى أن التصريحات التي رافقت الزيارة ربطت بين مسألة فتح ممر إنساني آمن إلى السويداء، وشعار "السلام عبر القوة"؛ ما يُفسر بأن الاجتماع قد يكون ناقش فعليا سبل تلبية المطالب الإسرائيلية كشرط لاستمرار مسار السلام بين دمشق وتل أبيب.
وأوضح أن ما يعزز هذا التوجه هو ما ورد في تقارير إعلامية عن مساعٍ لاستعادة النفوذ الأمني الروسي في الجنوب السوري، وهو أمر يحتمل أنه جاء نتيجة تفاهمات دولية، ويعني بالضرورة انسحاب القوات الأمنية التابعة للسلطة الانتقالية من المنطقة، كليا أو جزئيًا، وهو ما يتماشى مع المتطلبات الأمنية الإسرائيلية.
أما فيما يخص الساحل السوري، فأشار الحلبي إلى وجود معلومات غير مؤكدة رسميا، تفيد بانتشار قوات روسية في عدد من الثكنات والنقاط العسكرية خارج قاعدة حميميم.
واعتبر أن هذا الانتشار قد يكون جزءا من تفاهمات دولية بشأن الدور الروسي في سوريا بالتنسيق مع السلطة الانتقالية، وقد يشكل مؤشرا قويا على ترجيح خيار اللامركزية كصيغة حكم مقبولة من مختلف الأطراف في المرحلة المقبلة.
من جانبه، رأى رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في الجنوب السوري، نجيب أبو فخر، أن من بين القضايا التي تناولها اجتماع عمّان، موقف الأردن الرافض لتمدد النفوذ الإسرائيلي على حدوده الشمالية، مؤكدا في الوقت ذاته أن المملكة تثق بقدرة الحكومة السورية على معالجة المشاكل في الجنوب.
وأضاف أبو فخر في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأصوات التي تتحدث عن التقسيم أو الانفصال لا تحظى بدعم من عمّان بأي شكل من الأشكال، بل إن الأردن يرفض صراحة كل أشكال التقسيم، ولن يساند أي جهد يدعو إليه.
لكنه أشار إلى أن اللامركزية قد تكون مقبولة كحل وسط، إذا تم التوافق عليها عربيا.
وأوضح أن النقطة الأهم تكمن في البنية العشائرية للمجتمع الأردني؛ ما يجعل أي إدانة أو تصعيد ضد العشائر السورية – خاصة بعد ما حدث من بعضهم تجاه الدروز – مصدر قلق حقيقي في الداخل الأردني، وهو ما تسعى المملكة لتفاديه.
وأكد أن عمّان تعمل على تهدئة الأوضاع، لأن أي تصعيد في الجنوب السوري قد يؤدي إلى توترات واختراقات داخلية في شمال الأردن.
وقال: "قد يشكّل هذا الاجتماع بداية حقيقية لمعالجة أزمات سوريا، وانطلاقة نحو التهدئة وفق مسار يرضي جميع الأطراف... هذا على الأقل ما نأمله."