تترقب الأوساط السياسية الأمريكية والإسرائيلية والفلسطينية، رد حركة "حماس" الفلسطينية على مقترح أمريكي جديد بشأن التوصل لاتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة، فيما يعرف بـ "خطة ويتكوف 2".
وقالت "حماس" إنها تدرس المقترح، فيما قال القيادي في الحركة سامي أبو زهري لوكالة "رويترز" إن "الحركة لا تزال تناقش المقترح".
وشدد أبو زهري على أن "بنود المقترح الجديد تتبنى الموقف الإسرائيلي ولا تتضمن التزامات بإنهاء الحرب أو سحب القوات الإسرائيلية أو السماح بدخول المساعدات كما تطالب حماس".
ونقلت الوكالة عن مسؤول آخر في "حماس" قوله: "تدرس الحركة مقترح ويتكوف المعدل بمسؤولية عالية، انطلاقاً من حرصها على تحقيق مصالح شعبنا وضمان وقف العدوان".
من جهتها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول سياسي قوله إنه "خلافاً للتقارير، فإن إسرائيل لا تعترف بأي موافقة من جانب حماس ولا تنتظر تلك الموافقة على مقترح ويتكوف".
في المقابل، أعلن البيت الأبيض، يوم الخميس، أن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بقبول مقترح ويتكوف، فيما لم يؤكد مكتبه تلك التقارير.
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، قالت للصحفيين في واشنطن إن "إسرائيل وافقت على الاقتراح"، دون أي تفاصيل حوله.
لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤول إسرائيلي مطلع قوله إن "المرحلة الأولى ستشمل وقف إطلاق النار 60 يوماً، وتدفق المساعدات الإنسانية من خلال عمليات تديرها الأمم المتحدة".
وأعاقت الخلافات بين حماس وإسرائيل محاولات سابقة للعودة إلى وقف إطلاق النار، الذي انهار في مارس/ آذار، بعد شهرين فقط من التوصل إلى اتفاق بشأنه.
وتصرّ إسرائيل على نزع سلاح "حماس" بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاح سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وعددهم 58 رهينة، قبل أن توافق على إنهاء الحرب.
وترفض حركة "حماس" التخلي عن سلاحها، وتقول إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.
وسّعت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مجموعة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، نطاق توزيع المساعدات إلى موقع ثالث اليوم.
وبعد انتقادات شديدة من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، بدأت عمليات المؤسسة هذا الأسبوع في غزة، حيث قالت الأمم المتحدة إن مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعاً على دخول المساعدات إلى القطاع.
وشابت مشاهد صاخبة وقعت عندما اندفع آلاف الفلسطينيين إلى الأسوار وأجبروا متعاقدين من القطاع الخاص لتوفير الأمن على التراجع.
وأدت البداية الفوضوية للعمليات إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لإدخال المزيد من المواد الغذائية للقطاع ووقف القتال.
وقدمت المؤسسة حتى الآن ما يزيد قليلا على 1.8 مليون وجبة وتعتزم فتح مزيد من مواقع التوزيع في الأسابيع المقبلة.
وقال ويتكوف للصحفيين أمس الأربعاء إن واشنطن على وشك "إرسال ورقة شروط جديدة" بشأن وقف إطلاق النار إلى طرفي الصراع الدائر منذ أكتوبر تشرين الأول 2023.
وأضاف ويتكوف: "لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع".
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، إذ طالبت العديد من الدول الأوروبية، والتي تتردد عادة في انتقاد إسرائيل، علنا بإنهاء الحرب وببذل جهود إغاثة إنسانية واسعة.