أكدت مصادر عسكرية ميدانية أن التقدم الكبير الذي تحرزه قوات الدعم السريع على بوابة دنكوج الشمالية لولاية كردفان، تطور استراتيجي بالغ الأهمية، إذ سيفتح الباب للدخول إلى مدينة الأبيّض، عاصمة شمال الولاية.
وبحسب ما ذكرت مصادر عسكرية مقرّبة من الدعم السريع لـ"إرم نيوز"، فإن "تراجع قوات بورتسودان من مواقعها المتقدمة وفقدانها لقاعدتها الرئيسة في الاستطلاع، يضعف نفوذها الميداني".
ومن شأن هذا التراجع، بحسب المصادر ذاتها، أن "يمنح الدعم السريع أفضلية ميدانية واضحة على الأرض، باعتبار دنكوج بوابة الدخول المباشر نحو المدينة، ومركز ثقل المعركة القادمة".
وتمكّنت "الدعم السريع" من السيطرة على بوابة دنكوج الشمالية، شمال غرب ولاية كردفان على بعد نحو 10 كيلو مترات من مدينة الأبيّض، بعد إحباط محاولات تقدم قوات بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها.
كما تعتقد المصادر العسكرية أن "تحرير البوابة يكسر أحد أهم مرتكزات قوات بورتسودان الدفاعيّة، ما دفعها إلى الانسحاب داخل مواقعها في مدينة الأبيّض".
تكمن أهمية بوابة دنكوج الاستراتيجية، بحسب المصادر العسكرية، في كونها بوابة الاستطلاع الرئيسة لقوات بورتسودان إلى جانب ميزتها الكبيرة من حيث المساحة.
وتقع منطقة دنكوج على الطريق الرابط بين مدينتي الأبيّض وبارا، وتعد نقطة ارتكاز استراتيجية لأي تحرك عسكري نحو عمق مدينة الأبيّض من الشمال والغرب.
وتمكّنت قوات "الدعم السريع" من أسر عدد كبير من قوات بورتسودان، إلى جانب الاستيلاء على خمس مركبات عسكرية قتالية، وفق المصادر التي شدّدت على أن ما تبقى هو "الدخول إلى قلب مدينة الأبيّض خلال مدة زمنية قصيرة".
يرى المحلل السياسي، عمار سعيد، أن تقدم الدعم السريع "سيُضعف أوراق بورتسودان العسكرية والسياسية، ويحبط كل محاولاتها المستمرة لشراء الوقت خاصة مع مساعيها نحو تدويل الأزمة على الصعيد الدولي". كما يعتبر أن السيطرة الكاملة على أكبر ولايات السودان "قاب قوسين أو أدنى".
ويضيف سعيد في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن تحرير منطقة دنكوج سيمهّد أيضاً لأن تكون الوجهة التالية هي مدينة الأبيّض، متوقعاً أن "تحريرها لن يكون سهلاً بالنظر إلى الأعداد الكبيرة المتمركزة داخلها من قوات بورتسودان".
ويرجّح أن العملية قد تستغرق وقتاً أطول من المتوقع، من دون استبعاد إمكانية "الاستسلام دون قتال" في حال جرت مفاوضات عبر الإدارات الأهلية على غرار مناطق سابقة.
ولم يعد العامل الزمني أساسياً في مسار المعارك، وفق سعيد الذي يؤكد أن "النتيجة شبه محسومة لصالح الدعم السريع، وهو ما يدفع حكومة بورتسودان إلى محاولة حرف الأنظار عن الخسائر بالتوجه إلى أروقة المحافل الدولية بهدف كسب الوقت".