قال خبراء عسكريون إن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على قوات بورتسودان والميليشيات المتحالفة معها في مدينة كادوقلي بجنوب كردفان، يأتي بعد قطع خطوط الإمداد عنها والسيطرة على محيطها الحيوي؛ ما يجعل المدينة، وفق تقديراتهم، في حكم الساقطة عسكريًّا.
وأكدوا أن كادوقلي، على أهميتها الإستراتيجية، لا تمثل المعركة الأخيرة في مسار العمليات، إذ هي معركة ضمن خطة أوسع تقوم على التوسع المرحلي والسيطرة المتدرجة على ما تبقى من إقليم كردفان، تمهيدًا للانتقال إلى جبهات أخرى بعدها مباشرةً.
وتعليقًا على آخر التطورات الميدانية في كادوقلي، قال القائد الميداني في قوات الدعم السريع، علي دود بحيري إن قوات الدعم السريع تحاصر في الوقت الحال مدينة كادوقلي بجنوب كردفان حصارًا شاملًا، وذلك عقب تحرير مدينة برنو التي تعد حلقة وصل بين كادوقلي والدلنج ولقاوة، مشيرًا إلى أن المدينة بحكم الساقطة عسكريًّا، غير أن مفاوضات لا تزال جارية بين الإدارة الأهلية وأهل المنطقة بهدف تسليم المدينة سلميًّا.
وأضاف بحيري لـ "إرم نيوز" أنه في حال فَشَل المفاوضات، وهو ما يُتوقع حدوثه، فإن قوات الدعم السريع ستتجه إلى مهاجمة المدينة وتحريرها بالقوة، ولا سيما في ظل قطع جميع خطوط الإمداد عنها، لافتاً إلى أن القوات تتمركز على مسافة تُقدر بنحو 7 – 15 كيلومترًاً فقط عن المدينة.
وأوضح القائد الميداني في قوات الدعم السريع أن الوضع الإنساني داخل كادوقلي بالغ الصعوبة، إلا أن قوات تأسيس استطاعت خلال الأيام القليلة الماضية، من إجلاء نحو 25 ألف مدني داخل المدينة.
وأكد بحيري أن كادوقلي لا تمثل المعركة الأخيرة، إذ لا يزال نحو 10% من إقليم كردفان خارج السيطرة، إلى حين استكمال السيطرة الكاملة عليه، تمهيدًا للتوجه شمالًا نحو الخرطوم وما بعدها وصولًا إلى تحرير كامل السودان.
من جانبه، أوضح الخبير العسكري، اللواء النور حسن حمدان المستشار الأمني والعسكري للجبهة الثالثة "تمازج" أن مدينة كادوقلي تكتسب أهمية إستراتيجية، غير أن مدينة الأبيض تعد أكثر أهمية منها؛ ما يعني أن معركة كادوقلي ليست المعركة الأخيرة.
وأضاف حمدان لـ "إرم نيوز" أن بعد تحرير مدينتي كادوقلي والأبيض سيعني خضوع ولاية كردفان تحت سيطرة الدعم السريع بشكل كامل، إلى جانب إقليم دارفور.
وأكد الخبير أن الوضع العسكري لقوات الدعم السريع يسير بصورة أكثر من جيدة، حيث تتبع سياسة القضم، منطقة تلو الأخرى، ولا سيما المدن ذات الأهمية الإستراتيجية، مثل مناطق النيل الأبيض ومدن من بينها كوستي، التي تعد هدفاً إستراتيجيًّا لقوات الدعم السريع.
وأعلنت قوات الدعم السريع أن قوات تأسيس حققت، انتصارات ميدانية مهمة، وتمكنت من تحرير منطقة "برنو" التابعة لمحلية الريف الشرقي بولاية جنوب كردفان.
وأشارت، في بيان عبر قناتها على تلغرام، إلى أن ذلك جرى "بعد معارك شرسة حشد فيها جيش جماعة الإخوان الإرهابية قواته مدعومة بالمدرعات والمدفعية، وبادر بالهجوم على مواقعنا القريبة، غير أن أبطال قواتنا كانوا لهم بالمرصاد، وألحقوا بهم هزيمة كبيرة".
وأضاف البيان: "تكبدت قوات العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد أن لقّنتهم قواتنا دروسًا في الصمود والإقدام، تُضاف إلى سجل بطولاتها الميدانية. وقد بسطت قواتنا سيطرتها الكاملة على المنطقة، بعد أن توغلت في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة إلى وسط برنو، ونشرت ارتكازات عسكرية في محيطها، في خطوة تعزز الانتشار وتأمين المواقع الحيوية".
وأكدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمساهمة في توفير الخدمات الأساسية.