كشف مصدر عسكري مقرب من قوات الدعم السريع السودانية، عن "تحول جذري" وشيك في موازين السيطرة العسكرية بكردفان، وسط توسع نفوذ القوات في معظم مناطق الإقليم، وتشديد الطوق العسكري حول مدن استراتيجية، ما يعكس مرحلة متقدمة من إعادة رسم الخريطة الميدانية.
وأضاف المصدر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأنظار تتجه إلى مسار المفاوضات المحلية كخيار لتجنب المواجهات المباشرة، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات حاسمة، في ظل تضييق الخناق على ما تبقى من مواقع لقوات بورتسودان، وسط مؤشرات على انسحابات محتملة دون قتال، قائلاً إن قوات الدعم السريع باتت تسيطر على نحو 99% من إقليم كردفان.
وأوضح أنه عقب إحكام السيطرة على بابنوسة وهجليج، انتشرت القوات في مختلف مناطق الإقليم حتى تخوم مدينة أم درمان، حيث يتمركز وجودها حالياً في المناطق الشمالية القريبة من أم درمان.
وأضاف المصدر أن مدينة الأبيّض لا تزال تخضع لحصار من ثلاثة محاور، إلى جانب مدينة كادقلي والدلنج اللتين تواجهان حصاراً مطبقاً من جميع الاتجاهات، لافتاً إلى أن كادقلي تضم الفرقة الرابعة عشر التابعة لقوات بورتسودان.
وأكد أن الأيام المقبلة تحمل مفاجآت ميدانية، مع توقع توجيه ضربات لمعاقل قوات بورتسودان في إقليم النيل الأبيض، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تسيطر بالفعل على مشارف هذه المنطقة.
وأوضح أن ما تبقى من إقليم كردفان يقتصر عملياً على مدينتي الأبيّض وكادقلي، مبيناً أن مسألة تحريرهما لا تحتاج، من الناحية العسكرية، إلى أكثر من بضع ساعات، إلا أن القوات، وحقناً للدماء، تترقب نتائج مفاوضات محلية تُجرى في كادقلي، بهدف استسلام قوات بورتسودان وانسحابها دون خوض معارك.
وأكد المصدر أنهم يتلقون اتصالات من قادة قوات بورتسودان في بعض المناطق لتأمين انسحابهم دون قتال، مشيراً إلى التزام قوات الدعم السريع بتأمين كل من يرغب في الانسحاب شريطة تسليم أسلحته.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع حررت مدينة "برنو" التابعة لمنطقة كادقلي في جنوب كردفان، أعقبها تحرير مدينة أم عروق الواقعة مباشرة بعد برنو، والتي تتبع أيضاً لكادقلي، موضحاً أنها أصبحت الآن تحت سيطرة قوات تأسيس، وهو ما يعني أن جميع الظروف باتت مهيأة لتحرير كادقلي بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات المحلية.
من جانبه قال المستشار الأمني والعسكري للجبهة الثالثة "تمازج"، النور حسن حمدان إن المخطط القادم للدعم السريع يتعلق بتحرير الأبيّض وكادقلي والدبة.
وأكد أن مدينة كادقلي تعد، من الناحية العسكرية، بحكم الساقطة، وأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان السيطرة الكاملة عليها.
وأضاف حمدان أن منطقة الدبة الواقعة شمال السودان تمثل عسكرياً، قفزة استراتيجية لقوات الدعم السريع في حال تحريرها من قوات بورتسودان.
واعتبر أن السيطرة عليها ستؤدي إلى انهيار واسع في صفوف القوات العسكرية لبورتسودان وتشكل ضربة استراتيجية مباشرة لها.
وأشار إلى أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الدبة تنبع من كونها منطقة عبور وبوابة رئيسة للدخول إلى شمال السودان، مؤكداً أن السيطرة عليها ستفتح الطريق أمام قوات الدعم للتقدم نحو مناطق الشمال والسيطرة عليها.
