يرى خبراء أن إسرائيل وحركة حماس تسعيان للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية خلال المفاوضات التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل لتفاهمات حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى.
ويجري طرفا الحرب في غزة إلى جانب الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين، مفاوضات مكثفة في الدوحة، للتوصل إلى تفاهمات جديدة، في حين تهدد إسرائيل بالعودة للحرب مجددًا في غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن المحتجزين لديها.
وأكدت حركة حماس، أن "الحركة ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق المرحلة الثانية واستئناف إدخال المساعدات وضمان إنهاء الحرب"، متهمة إسرائيل بالتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار بالرغم من المرونة التي قدمتها الحركة بمختلف محطات التفاوض.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "المباحثات السريعة في الدوحة ستوضح إن كان من الممكن تجسير الفجوات بين الأطراف"، مبينة أن مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يهدف لتشجيع الأطراف على التفاوض حول المرحلة الثانية وقابل للتعديلات وفق التفاهمات التي تتوصل إليها الأطراف.
وفي مقابلة مع القناة 14 العبرية، قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية اليمينية، أوريت ستروك، إن "المجلس الأمني الوزاري المصغر (كابينت) اتخذ قرارًا بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار كما تراه حماس".
وأضافت ستروك: "القرار كان بتوافق كامل؛ لكن في الوقت الحالي، هناك محاولة لإنقاذ مزيد من الرهائن"، متابعة "سنسير حتى النهاية للقضاء على حماس، ولن نخضع لها بأي شكل من الأشكال ولهذا السبب فقط بقينا في الحكومة".
وتابعت: "لو لم يكن الأمر كذلك لكنا غادرنا الحكومة"، لافتة إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قرر أيضًا العودة إلى القتال في غزة.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، علي الجرباوي، إن "إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق جديد في إطار مقترح ويتكوف الأخير"، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يرغب بتنفيذ أي من بنود المرحلة الثانية من الاتفاق الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأوضح الجرباوي، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يدرك أن التوصل لتفاهمات تتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق تعني انهيار ائتلافه الحكومي، خاصة ما يتعلق بوقف الحرب والانسحاب العسكري من غزة"، مبينًا أن نتنياهو يسعى لتمديد المرحلة الحالية من الاتفاق.
وأشار إلى أن "إسرائيل تريد الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن والمحتجزين بغزة ولو على عدة مراحل؛ لكن دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب، وإنما في إطار تمديد الاتفاق الحالي"، مشيرًا إلى أن ذلك يخالف رغبة حماس والوسطاء الإقليميين.
وأضاف: "نتنياهو يرى في مقترح المبعوث الأمريكي طريق النجاة الأمثل لمنع انهيار ائتلافه الحكومي، خاصة وأنه يضمن تمديد وقف إطلاق النار دون التوصل لتفاهمات نهائية"، مشددًا على أن ذلك سيقضي على أي أصوات معارضة للاتفاق الجديد.
وبين أن "ذلك يضمن لنتنياهو تحقيق مكاسب سياسية على حساب أحزاب المعارضة، ويخفف الضغط الذي تمارسه عائلات الرهائن"، قائلًا "التلويح بالعودة للحرب مجرد وسيلة ضغط ونتنياهو يدرك خطورة ذلك على الرهائن بغزة".
وقال الخبير في الشأن السياسي، أيمن يوسف، إن "حماس وضعت سلسلة من الأهداف من مفاوضات الدوحة"، مشيرًا إلى أن الهدف الأول يتمثل في ضمان بقائها السياسي، وهو الأمر الذي أصبح ممكنًا بشكل أكبر بعد المحادثات المباشرة مع الإدارة الأمريكية.
وأوضح يوسف، لـ"إرم نيوز"، أن "الحركة مستعدة لتقديم تنازلات جوهرية من أجل ذلك، بما فيها مناقشة وضع سلاح جناحها العسكري"، مبينًا أن الهدف الثاني يتمثل في تعزيز باب المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة.
والهدف الثالث، يتمثل في "حصول حماس على الضمانات الأمريكية المتعلقة بتنفيذ أي اتفاق جديد يتم التوصل إليه مع إسرائيل، مؤكدًا أن الحركة تعول كثيرًا على المفاوضات المباشرة مع كبار المسؤولين بإدارة ترامب".
وزاد "الهدف الرابع يتمثل في نجاح الحركة في الإفراج عن عدد من كبار الأسرى الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تتشدد فيه إسرائيل"، مبينًا أنه في حال نجحت حماس بالحصول على موافقة إسرائيلية بهذا الشأن فإنها ستقبل بتمديد المرحلة الحالية من الاتفاق.