تصاعد التوتر الدبلوماسي في الساعات الماضية بين الجزائر وتحالف الساحل، الذي يتكون من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وذلك على خلفية إسقاط الجيش الجزائري لمسيرة مالية قال إنها اخترقت أجواء البلاد.
وتولت الجزائر سحب سفرائها من النيجر وبوركينا فاسو ومالي وذلك ردًّا على خطوة مماثلة من هؤلاء، وأعلنت أيضا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المالية في تطورات متسارعة لمسار الأزمة بين باماكو والجزائر.
وكانت مالي والنيجر وبوركينا فاسو سحبت سفراءها من الجزائر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، حيث نددت دول الساحل بحادثة إسقاط السلطات الجزائرية لمسيرة مالية.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، رابح العروسي، إن "ما قامت به الجزائر ردة فعل طبيعية بالشق الدبلوماسي والسياسي والعسكري، لما تتطاول الإدارة الانقلابية على الجزائر باتهامها بدعم الإرهاب في تصريحات بالغة الخطورة وغير مقبولة"، بحسب تعبيره.
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "رد فعل الجزائر مشروع خاصة أن الجميع يعرف أن الجزائر حليف دولي وشريك قوي في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب".
وشدد على أن "الجزائر رائدة في مكافحة الإرهاب، فهل يُعقل أن يتم اتهامها بدعم الإرهاب؟ هذا أمر غير مقبول؛ لذلك قامت الجزائر بردة فعل طبيعية خاصة أن مالي دخلت في دوامة منذ الانقلاب العسكري شأنها في ذلك شأن النيجر وبوركينا فاسو"، وفق تعبيره.
وبيّن العروسي أن "الجزائر تستغرب أيضا ردة فعل النيجر التي قدمت لها السلطات الجزائرية دعما ومساعدة قويين من حيث الطاقة الكهربائية وغير ذلك، ومع ذلك يتم التصعيد معها من قبل نيامي وباماكو وواغادوغو في اصطفاف حول موقف غريب جداً"، بحسب وصفه.
وتمر العلاقات بين الجزائر والمجلس العسكري الانتقالي في مالي بقيادة الجنرال عاصمي غويتا ببرود منذ أشهر وسط تبادل للاتهامات؛ ما كان ينذر بتوتر دبلوماسي.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "العلاقات بين الجزائر ومالي لم تكن على ما يرام منذ أشهر، لكن بإمكان البلدين تجاوز هذا الفتور وإيجاد تفاهمات حول النقاط الخلافية؛ لأنه لا يمكن أن يستمر هذا الوضع لمصلحة البلدين".
وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الأزمة ستُحل لمصلحة الأمن القومي لهذه الدول سواء مالي أو بوركينا فاسو أو الجزائر أو النيجر، وعلى هذه الأطراف فتح محادثات جدية لحلحلة كل النقاط العالقة وأهمها العمليات العسكرية التي تجري بالقرب من حدودها المشتركة".