تداولت وسائل إعلام سودانية أنباء عن إحالة الفريق شمس الدين كباشي، نائب عبد الفتاح البرهان في قيادة قوات بورتسودان، إلى التقاعد، في خطوة مفاجئة، وسط تحركات داخلية "لافتة".
ويعدّ كباشي الرجل الثاني في قوات بورتسودان، وشريكاً أساسياً للبرهان في إدارة الحرب، رغم تواتر الأنباء عن تنامي الخلافات بينهما منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، حول "سلطة منفردة" لاتخاذ القرارات وفق ما ذكر تقرير سابق لـ "أخبار السودان"، والذي أشار حينها إلى أن الخلاف "لم يصل إلى حد الانفجار".
وقدّرت تقارير سودانية أن قرار "الإقالة أو التقاعد"، يأتي ضمن إعادة ترتيب مراكز النفوذ داخل المؤسسة العسكرية في توقيت بالغ الحساسية، خصوصاً بعد "الانتكاسات" العسكرية المتتالية على مختلف جبهات الصراع في السودان، تحديداً خلال الشهرين الماضيين.
وفيما لم يصدر نفي أو تأكيد من قبل سلطات بورتسودان، فإن تقارير سودانية أيضاً لا تستبعد أن تكون الخطوة "المفاجئة" جزءاً من ترتيبات وتغييرات أعمق داخل هرم سلطة البرهان.
وسبق أن تداولت وسائل إعلام سودانية في منتصف العام الجاري تقارير عن "توترات خفية" داخل القيادة العسكرية في بورتسودان، في ملفّات مثل سحب ملف "متحرك الصياد" في كردفان من إشراف كباشي، وهو ما فُسر في بعض التحليلات بأنه محاولة لتحجيم نفوذه داخل قوات البرهان، خاصة مع تزايد الاعتماد على كتائب "إخوانية" موالية لنظام عمر حسن البشير.
كما كان كباشي، بحسب مصادر سودانية متطابقة، جزءاً من الخلافات والتعقيدات التي رافقت تشكيل حكومة بورتسودان الجديدة برئاسة كامل إدريس، والصراع على الحقائب السيادية بين أطراف الحكم من قيادات عسكرية وميليشيات إخوانية.
وكباشي، خريج الكلية الحربية السودانية، والحاصل على درجات علمية عليا في الدراسات العسكرية، أصبح متحدثاً رسمياً باسم ما عرُف بـ "المجلس العسكري الانتقالي"، ثم عضواً فيما يسمى "المجلس السيادي"، حتى أصبح نائباً للبرهان في مايو 2025.
وظل كباشي لنحو 3 أعوام الرجل الثاني في القيادة العسكرية، وتولى مهمات ميدانية وسياسية، مثل الإشراف على عمليات في مناطق كردفان ودارفور، والمشاركة في لقاءات دولية، باعتباره "أكثر مرونة" من البرهان، وفق ما وصفته تقارير غربية.