كشف قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق أمير إيشيل، أنه حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى من مغبة التجاوب مع دعوات فرض السيادة على الضفة الغربية، مبينا أن "تبعات الخطوة ستكون كارثية على تل أبيب".
وأوضح المسؤول العسكري السابق في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف"، أن تحذيراته لترامب وكذلك كبير مستشاريه غاريد كوشنر لم تكن عبر وسيط، بل ساقها مباشرة إلى قاطن البيت الأبيض وصهره خلال مرافقته وزير الدفاع بيني غانتس حينها في زيارة للبيت الأبيض.
واعتبر أمير إيشيل أن تحذيراته التي دعمها بيني غانتس كانت أحد أسباب اقتناع دونالد ترامب، وتراجعه عن التجاوب مع إصرار بنيامين نتنياهو على ضم الضفة الغربية. وأضاف: "كنت في البيت الأبيض مع غانتس، وعرفني على الرئيس ترامب، وقلت له: سيدي، يجب إلغاء فكرة فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية".
حينها، وفي حديث مع الرئيس الأمريكي، أبدى إيشيل اندهاشًا من إمكانية الموافقة على الخطوة، مشيرًا إلى أنها تهدد أمن إسرائيل، بل وجودها في منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن مستقبل السلام الإقليمي.
وقال، حسب تأكيده للصحيفة العبرية: "لاحقًا، تحدثت مع غاريد كوشنر، وأخبرته بأن الدول العربية لن توافق على مسألة فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية. وقلت لغانتس الذي شاركنا الحوار: يجب علينا إيقاف عملية الضم بأي شكل، إنها خطوة تنطوي على كارثة لإسرائيل".
وأضاف قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق: "قلت لغانتس وقتها، يجب أن تتحدث إلى ترامب الآن، خاصة وأننا كنا على علم باعتزام نتنياهو ضم الضفة الغربية سريعًا".
واستطرد إيشيل: "من السيارة، تحدث إلى كوشنر مرة أخرى، وجددت الكلام في نفس الموضوع مع كبير مستشاري ترامب، حتى لاحت على ملامحه علامات التحفظ، وانقلبت مخططات نتنياهو رأسًا على عقب".
ولا تغيب العلاقة بين توقيت كشف المسؤول العسكري السابق، وإصرار حكومة نتنياهو الحالية على ضم الضفة الغربية، فضلًا عن موقف الدول العربية الرافض للخطوة.
وبينما لم يفسِّر إيشيل بما يكفي دواعي تحذيره ترامب وكوشنر من الإقدام على خطوة الضم، يؤشر الواقع الإقليمي حاليًا إلى مدى خطورتها على مستقبل السلام، وتهديدها المعاهدات العربية، سواء المبرمة مع إسرائيل قديمًا أو لواحقها.
ويؤكد ذلك إدراج "معاريف" اعترافات القائد العسكري الإسرائيلي السابق ضمن تقرير، تناولت فيه تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول إشكالية فرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، التي زعم فيها الوزير رئيس حزب "الصهيونية الدينية" أن الخطوة التي يروج لها اليمين الإسرائيلي تنطوي على "دواعٍ أمنية وتاريخية".