مع تواصل المفاوضات بشأن حرب غزة، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة، كشف تقرير إيراني، الأربعاء، أن حركة حماس تمرّ بأصعب مراحلها العسكرية والميدانية منذ أكثر من عقد.
وقال التقرير، الذي نشره موقع "رويداد 24" الإخباري، إن حماس فقدت الكثير من قدراتها القتالية وقياداتها الميدانية، بينما تسعى لالتقاط أنفاسها عبر مسار التهدئة الذي يُروّج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب التقرير، فإن الضربات الإسرائيلية المركزة على شمال ووسط قطاع غزة أدت إلى تدمير معظم الأنفاق الإستراتيجية التابعة لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، إضافة إلى مقتل عدد كبير من المقاتلين الميدانيين، وتراجع حجم تسليح الحركة بشكل غير مسبوق.
وأضاف أن حماس خسرت خطوط إمداد رئيسية كانت تربط بين مناطق القتال في الشمال والجنوب؛ ما جعلها تعتمد أكثر على تكتيكات الكرّ والفرّ بدلًا من المواجهة المباشرة.
وفي ظل هذا التراجع، بدأت حماس، بحسب التقرير الإيراني، تتعامل بمرونة أكبر مع المفاوضات الجارية، مع بحث مقترحات لوقف إطلاق النار تتيح إعادة الإعمار وفتح المعابر.
ويؤكد مراقبون أن الحركة ترى في هذه المفاوضات "فرصة اضطرارية" للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، دون الظهور بمظهر المنهزم.
وتناول التقرير مستقبل غزة، وقال إن "الملف الأكثر حساسية في المفاوضات يتمحور حول إدارة غزة بعد الحرب، إذ ترفض حماس أي ترتيبات تُقصيها تمامًا، بينما يدفع ترامب نحو تشكيل حكومة انتقالية بغطاء أممي أو عربي، قد تضم شخصيات "تكنوقراط" غير محسوبة على الفصائل".
وأضاف: "في المقابل، تعارض إسرائيل بشدة عودة أي نفوذ لحماس أو للسلطة الفلسطينية داخل قطاع غزة".
وأوضح التقرير أن ملف نزع سلاح حماس يظل "أكبر العقبات" أمام أي اتفاق، لافتًا إلى أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُجبَر حماس على تسليم سلاحها، فيما ترفض الحركة هذا الشرط بشكل قاطع وتصفه بـ"الاستسلام المذل".
الخبير في الشؤون الدولية جعفر قناد باشي، قال إن ما يميز هذه الجولة من المفاوضات هو تدخل ترامب المباشر في الملف، واستخدامه مكانته السياسية للضغط على إسرائيل لدفعها نحو القبول بوقف إطلاق النار.
وأضاف قناد باشي في حديث لوكالة "إيلنا" الإيرانية أن ترامب ضخّم من موقف حماس الإيجابي تجاه المبادرة؛ ما وضع نتنياهو تحت ضغط أمريكي ودولي متزايد.
وأشار إلى أن إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من غزة أو وقف الحرب قبل تحرير أسراها. في حين تعتبر حماس أن أي صفقة يجب أن تبدأ بوقف العدوان.
وبينما يواصل الوسطاء الأمريكيون والمصريون البحث عن صيغة وسط، فإن نتنياهو يخشى أن يُفسَّر قبول الهدنة كهزيمة سياسية وعسكرية أمام حماس.
وبين قناد باشي أن العقدة الجوهرية الآن تكمن في صيغة تبادل الأسرى وتوقيتها، إذ إن هذه النقطة تمثل البند الأكثر حساسية وقد تحدد مصير المفاوضات بين النجاح والفشل.