logo
العالم العربي

حماس تُغير "قواعد اللعبة".. نزع السلاح مقابل حكومة فلسطينية موحدة

جنود إسرائيليون في الضفة الغربيةالمصدر: رويترز

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن موقف حركة  حماس الأخير جاء في إطار تحولات إستراتيجية تتجاوز قطاع غزة، لتشمل الضفة الغربية التي تشهد تصعيدًا ميدانيًّا ومخاوف من مخطط إسرائيلي لضمها.

وأشارت المصادر لـ"إرم نيوز" إلى أن هذا التحول دفع الحركة إلى إعادة تقييم خياراتها، وسط ضغوط دولية وتفاهمات إقليمية متسارعة؛ ما أدى إلى اتخاذ خطوات تهدف إلى احتواء التصعيد وتفادي انفجار شامل في الضفة.

وأوضحت أن حماس أبدت استعدادًا لنزع سلاحها الهجومي، وتسليم منظومتها الصاروخية، في خطوة تعكس تحولًا سياسيًّا وأمنيًّا كبيرًا في توجه يتماشى مع تفاهمات عربية ودولية، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل الفلسطيني المشترك، ترتكز على الشراكة السياسية وتشكيل حكومة تكنوقراط تمثل مختلف القوى.

أخبار ذات علاقة

حماس تهز الخطة الأمريكية

"لا لتسليم السلاح".. هل يفتح رفض حماس الباب لتصعيد عسكري واسع؟ (فيديو إرم)

أبعد من غزة

وقالت إن موقف حركة حماس الأخير لم يكن بهدف امتصاص الضغط الدولي، بل جاء في سياق استجابة لتغيرات متسارعة في الرأي العام العالمي، خاصة مع توجه العديد من السفن نحو شواطئ غزة، وعزلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة، إلى جانب الإضراب العام في إيطاليا.

وبينت أن "القضية تجاوزت حدود غزة، وأصبحت أكثر خطورة، إذ تشمل الضفة الغربية أيضًا، مع احتمالية شن هجمات من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي بهدف ضمها".

وتابعت: "هذا السيناريو أثار قلقًا شعبيًّا واسعًا، خصوصًا مع احتمال إقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو على هذه الخطوة، في محاولة لإرضاء وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وتحقيق أهداف نتنياهو، بالتالي إن خطة الضفة الغربية تُعد أكبر وأكثر تعقيدًا، ويتم العمل عليها بشكل مكثف".

وأكدت المصادر أن "رد حماس جاء بالتنسيق مع القوى العربية المنخرطة في الملف، وأن هناك بنودًا تم الاتفاق عليها مسبقًا مع تركيا وعدد من الدول العربية، وهي بنود يعرفها ترامب جيدًا، وعندما أعلن عن خطته، كان على دراية كاملة بهذه التفاهمات، ولهذا جاء بيان حماس متوافقًا تمامًا مع ما تم الاتفاق عليه، وليس مع ما تم الإعلان عنه رسميًّا".

أخبار ذات علاقة

صورة ضخمة ليحيى السنوار في طهران

كيف أربك قبول حماس لخطة ترامب حسابات طهران؟

تعقيدات أمنية

وفيما يتعلق بملف الأسرى، كشفت المصادر أن ترتيبات إطلاق صفقة تبادل الأسرى لن تتجاوز أسبوعًا بعد استكمال الترتيبات الأمنية، خاصة في ظل استمرار وجود العديد من الأنفاق بعمق يتراوح بين 70 إلى 75 مترًا، التي يجب تدميرها كليًّا؛ ما يجعل العملية معقدة.

وأوضحت المصادر أنه بعد مشاورات مكثفة، قرر قادة حماس الرد بشكل إيجابي من خلال مبادرة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، الأحياء والأموات، ووقف الحرب على القطاع.

وأشار إلى أن هذا التوجه يتماشى مع رغبة ترامب في تحقيق حدث إعلامي كبير، وهو ما دفع نتنياهو لإصدار تعليماته بوقف الحرب، وتوجيه الوفد المفاوض للاستعداد للسفر إلى الدوحة والقاهرة خلال 24 ساعة لإتمام صفقة التبادل.

وذكرت أن حماس أبدت استعدادها لنزع سلاح الحركة، رغم عدم ذكر ذلك صراحة في البيان، خصوصًا فيما يتعلق بالسلاح الهجومي ومنظومة الصواريخ، التي ستسلمها إلى مصر، بينما ستحتفظ بالأسلحة الخفيفة.

ولفتت إلى أن حماس رفضت أي دور لتوني بلير في غزة، مؤكدة تمسكها بتشكيل حكومة تكنوقراط بالشراكة مع القوى الفلسطينية، تكون جزءًا منها لضمان تمثيلها السياسي وبدء خطاب سياسي جديد، مطالبة السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بفتح قناة اتصال مباشرة مع رئيس الحركة خليل الحية، بهدف تشكيل وفد فلسطيني موحد، والاتفاق على حكومة تكنوقراط تقود المرحلة المقبلة.

أخبار ذات علاقة

رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية

حماس تكشف حقيقة بدء استعادة جثث الرهائن

يُذكر أن صحيفة "إسرائيل هيوم" قالت إنه بعد إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًّا محكومين بالسجن المؤبد، سيبقى في السجون الإسرائيلية 40 أسيرًا فقط؛ ما يحد من قدرة الحكومة على إطلاق سراح المزيد من السجناء، في حال وافقت حماس على الصفقة.

وأوضحت الصحيفة أنّ بند الإفراج عن الأسرى هو الوحيد في الصفقة الذي يستلزم مصادقة حكومية، إذ يُنتظر أن يوافق الوزراء على قوائم المفرج عنهم كما جرى في صفقات سابقة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC