الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم العربي

بعد عامين من الحرب والخسائر.. حماس تخوض معركة البقاء والتحول السياسي

مسلحون من حركة حماسالمصدر: (أ ف ب)

بعد مرور عامين على هجوم 7 أكتوبر 2023، تواجه حركة حماس تحولات جذرية جعلتها في مفترق طرق بين "الانهيار" بسبب الخسائر الفادحة التي لحقت بها، أو التحول نحو نموذج أكثر مرونة سياسيًا، وبذلك تحولت الحركة من الهجوم إلى معركة البقاء.

وبعد مرور أكثر من 700 يوم من القتال، خسرت حماس أكثر من نصف قيادتها العليا منذ 7 أكتوبر 2023، ما دفعها إلى تشكيل "مجلس قيادي جماعي" لتعويض الفراغ الذي تركته عمليات اغتيال قياداتها.

ويقود خليل الحية، الذي نجا من عملية الاغتيال الأخيرة التي نفذتها إسرائيل على الأراضي القطرية، المجلس القيادي لحركة حماس، مع خالد مشعل كمستشار، وذلك بعد اغتيال يحيى السنوار (أكتوبر 2024)، ومحمد الضيف (يوليو 2024)، وإسماعيل هنية (يوليو 2024)، ومحمد السنوار (مايو 2025).

الخسائر

وتُظهر إحصاءات حركة حماس مقتل 17,000 - 20,000 مقاتل من عناصرها (نصف قوتها الأصلية) وتدمير 80% من بنيتها التحتية في غزة، بما في ذلك الأنفاق. رغم ذلك، تمكنت من إطلاق صواريخ متفرقة في سبتمبر 2025.

وفي ظل الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب، والضغوط الشعبية الكبيرة التي تتعرض لها بعد عامين من القتال، فقد أظهرت حماس مرونة في التعاطي مع خطة ترامب لإنهاء الحرب، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل وإعادة إعمار القطاع.

حتى أكتوبر 2025، قُتل 13 قائدًا رئيسًا، في غزة أو خارجها، وتشمل القائمة صالح العاروري (بيروت، يناير 2024)، مروان عيسى (غزة، مارس 2024)، محمد الضيف (غزة، يوليو 2024)، إسماعيل هنية (طهران، يوليو 2024)، يحيى السنوار (رفح، أكتوبر 2024)، محمد السنوار (غزة، مايو 2025)، أبو عبيدة (غزة، أغسطس 2025)، وآخرين مثل إسماعيل برهوم وأحمد الجعبري.

ويرى المحلل السياسي نعيم أبو عبده أن تدمير حماس كفكرة يبدو صعبًا، رغم مقتل 17,000 - 20,000 مقاتل من عناصرها (نصف قوتها الأصلية التي كانت 25,000 - 30,000 قبل الهجوم)، وتدمير 80% من بنيتها التحتية في غزة.

وقال أبو عبده: "ربما أصبحت حماس أضعف تنظيميًا، مع انخفاض قدراتها في ظل استمرار الحرب للعام الثاني على التوالي، لكنها قد تلجأ إلى العمل السياسي للمحافظة على وجودها خلال المرحلة القادمة".

من جانبه، يؤكد المحلل السياسي جبران سليم الدرة، أنه رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس وقطاع غزة بشكل عام، إلا أنه بات من الملاحظ زيادة التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي ظهر جليًا في موجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، والمظاهرات الحاشدة لمناصرة الشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها في قطاع غزة.

وقال الدرة: "إن الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها حماس من قبل إسرائيل وأمريكا ربما تدفعها للتحول إلى 'حركة سياسية' خلال المرحلة القادمة، وذلك تفاديًا لانهيارها".

وبعد عامين من الحرب، فإن إمكانية تحول حماس نحو العمل السياسي بات أمرًا متوقعًا، بدعم من بعض الدول، علمًا أن المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليًا مع إسرائيل لتنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب ستكون حاسمة في تحديد مصير الحركة خلال الفترة القادمة.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC