مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم العربي

بعد تهديده بـ"مواجهة كربلائية".. هل يجر حزب الله لبنان إلى حرب جديدة؟

الأمين العام لميليشيا حزب الله نعيم قاسمالمصدر: (أ ف ب)

رهان جديد يخوضه حزب الله، باللعب على وتر العقيدة في نفوس بيئته الحاضنة، بإشهار ما سماه الأمين العام للميليشيا اللبنانية نعيم قاسم في ذكرى اغتيال سلفه حسن نصر الله بـ"المواجهة الكربلائية"، ضد الدولة، من أجل حماية السلاح الذي صدر قرار بنزعه من خلال الحكومة اللبنانية، وسط تحرك الجيش في إتمام المرحلة الأولى من هذه العملية.

وأكد خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن خطاب قاسم الذي يؤجج الطائفية في لبنان خلال مرحلة حساسة، يحمل شعار "إيران أولا" ولا يظهر فيه أيّ مسؤولية لحماية لبنان الواقع على خط النار مع إسرائيل، في وقت ترتفع فيه مؤشرات شن حرب جديدة بقرار يجهز من تل أبيب في ظل إستراتيجية الأرض المحروقة التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان هدد الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم بـ "مواجهة كربلائية" حال محاولة نزع سلاح الميليشيا اللبنانية، التي قال عنها إنها تتعافى، مؤكدا خلال خطابه بالذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق حسن نصرالله على يد إسرائيل العام الماضي، أن نزع السلاح يعني نزع القوة، وهو تلبية لمطلب الاحتلال الإسرائيلي ولتحقيق أهدافه

أخبار ذات علاقة

دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية سابقة على جنوب لبنان

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مستودعات أسلحة لحزب الله جنوبي لبنان

المواجهة الكربلائية

وتحدث قاسم بأن الميليشيا اللبنانية لن تسمح بنزع سلاحها، وأنها ستخوض ما سمّاه "مواجهة كربلائية" واصفا الوضع الحالي بـ"معركة وجودية".

ويرى الباحث السياسي اللبناني، عبد الله نعمة، أن كلام نعيم قاسم عن أنه لا يريد تسليم سلاح حزب الله للجيش اللبناني بالتزامن مع ما جرى في أحداث صخرة الروشة من تحدٍّ واضح لقرارات الحكومة اللبنانية، رسالة إلى الداخل اللبناني أولا ومن ثم إلى المجتمع الدولي، مفادها أن إيران لا تزال حاضرة في لبنان وأن تسليم سلاح حزب الله قرار يصدر من طهران فقط.

وأضاف نعمة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن قاسم يأخذ لبنان إلى الحرب مرة أخرى وقريبة جدًّا مع إسرائيل من جهة، ويريد أن يرهب اللبنانيين في وقت لا يعي فيه أن الظرف تغير وأن على حزب الله أن يقول لبنان أوّلًا، ولكن للأسف يؤكد العكس، وما يدعيه بأن سلاحه يحمي لبنان غير صحيح  بالمرة حيث أصبح عبئًا كبيرًا عليه ويمنع قيام الدولة الفعلية ويعطي إسرائيل الذريعة لضرب لبنان.

وبين نعمة أن حزب الله وقع في هزيمة كاملة يوم الـ17 من سبتمبر 2024، عبر ضربة البيجر التي أنهت القوة العسكرية للتنظيم وخلال 10 أيام من هذا التاريخ، تم تصفية كل ما يعرف بـ"مجلس الجهاد" مع حسن نصرالله؛ ما يوضح أن التنظيم لم يدرك التحول الذي قام به العدو الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر 2023.

حرب إسرائيل المفتوحة

واستطرد بالقول إن "الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية كانت دفاعية قبل الـ7 من أكتوبر 2023، ولكن بعد خرق حماس الداخل الإسرائيلي تحولت خلال 24 ساعة إلى سياسة الردع وإقامة مناطق محروقة منزوعة السلاح على امتداد الحدود، وما يحصل في غزة ولبنان والجنوب السوري دليل على سياسة جديدة"، مضيفًا "لكن حزب الله لم يع ذلك هو ومشغله الإيراني بما استجد، ليستمر على النهج ذاته منذ لحظة اغتيال صالح العاروري وفؤاد شكر وأيضًا الاغتيالات التي وصلت إلى قلب طهران حيث لم تدرك إيران أنها مكشوفة بالكامل".

وبحسب نعمة، فإن نعيم قاسم كأنه لا يعلم أن إسرائيل ما زالت تقوم بحرب مفتوحة على لبنان عبر غاراتها المتكررة يوميًّا ويجب على حزب الله أن ينتبه إلى أنّ هناك قرارًا دوليًّا بإنهاء أي تأثير لإيران في لبنان، في وقت أكد فيه بنيامين نتنياهو مؤخرًا أن حزب الله لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يحاول ترتيب نفسه، وأنه إسرائيل تستعد للتعامل مجددًا مع التنظيم.

حرب إسرائيلية "وشيكة"

وتابع أن تصريحات نتنياهو بهذا الشكل ترفع أسهم شن إسرائيل حربًا على لبنان خلال شهرين وسط توقعات بإنهاء الحرب في غزة قريبًا واتجاه العدو الإسرائيلي للحرب على جنوب لبنان.

وبدوره، قال المحلل السياسي اللبناني، صبحي قبلاوي، إن موضوع المواجهة الكربلائية هو في جوهره مسألة عقائدية بالنسبة إلى حزب الله، مؤكدًا أن التنظيم مرتبط بشكل وثيق بإيران، وهو ما يظهر جليًّا في تصريحات قادته، من الأمين العام السابق حسن نصر الله وصولًا إلى الأمين العام الحالي نعيم قاسم الذين يؤكدون أن الحزب يتبع بشكل مباشر للحرس الثوري الإيراني.

ويؤكد قبلاوي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الدلائل على هذه النظرية كثيرة، من بينها أن معظم قادة الحزب الكبار الذين تم اغتيالهم كانوا برفقة قيادات من الحرس الثوري، انطلاقًا من فؤاد شكر وصولًا إلى الأمين العام السابق حسن نصر الله وهاشم صفي الدين؛ ما يعكس الطابع الإقليمي للأزمة، مشيرًا إلى أن هذه المعضلة في جوهرها إيرانية، ولن يكون هناك أي حل لها من دون التحدث مباشرة مع طهران.

أخبار ذات علاقة

نعيم قاسم

معركة نزع سلاح حزب الله.. نعيم قاسم يغامر بجرّ لبنان إلى سيناريوهات معقدة

أوضاع إقليمية معقدة

وأشار قبلاوي إلى أن الأوضاع الإقليمية باتت معقدة للغاية، لافتًا إلى أن أي تسوية متعلقة بحزب الله تمر من خلال طهران وليس عبر بيروت، موضحًا أن الحكومة اللبنانية تتجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع التنظيم، وربما اتخذت خطوات لمنع نقل السلاح بشكل كلي أو جزئي، في وقت تغيرت فيه الذهنية الرسمية ولم يعد هناك غطاء حكومي لسلاح الحزب كما كان في السابق.

وشدد قبلاوي على أن مسألة نزع السلاح تبقى خارج قدرة الحكومة اللبنانية، لأنها تسعى لتجنب الفوضى أو حرب أهلية داخلية.

وختم قبلاوي بالتأكيد أن هذا الملف لا يمكن أن يحل إلا عبر تفاهم مع طهران أو من خلال تغييرات كبرى على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن الشرق الأوسط يشهد اليوم تحولات جذرية تمتد من غزة مرورًا بسوريا وصولًا إلى لبنان، وحتى إلى طهران، أساس المحور الإيراني.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC