تصاعد التوتر في الساحل السوري، خلال الأيام الأخيرة، مع وصول أرتال عسكرية جديدة إلى المنطقة، ما ينذر بأن المنطقة قد تذهب إلى الانفجار في أي لحظة، وفقاً لمراقبين عسكريين وأمنيين، مع تحذيرات من وقوع مجازر جديدة كتلك التي وقعت في مارس/ آذار الماضي.
وقال مصدر عسكري في جهاز مكافحة الإرهاب السوري المستقل، إن حشوداً عسكرية كبيرة وأرتالاً تابعة لقوات وزارة الدفاع والأمن العام السوري، وصلت إلى الساحل السوري خلال الأيام القليلة الماضية، كان آخرها ليل أمس الخميس، وتضم عشرات السيارات المزودة برشاشات.
وكشف المصدر أن الحشود الجديدة تشهد عودة كثيفة للمقاتلين الأجانب، بعد أن تم تقليص أعدادهم في الساحل السوري، خلال الفترة الماضية.
المصدر عبّر عن خشيته من أن شيئاً ما يُحضَّر للساحل السوري، مشيراً إلى أن كل التحركات التي تحصل تنذر بانفجار الأوضاع مرة أخرى وبشكل واسع، في المنطقة ذات الأغلبية العلوية.
وذكر المصدر أن القوات الجديدة القادمة تركز انتشارها في القرداحة وجبلة وطرطوس، مشيراً إلى أن أحد الأرتال وصل بعد منتصف الليل إلى ثكنة "اليهودية" عند مدخل اللاذقية.
يلفت المصدر المتابع للتحركات الأمنية والعسكرية في الساحل، إلى أن هذه القوات بدأت بتنفيذ حملة اعتقالات واسعة وسط اعتداءات على المدنيين وأرزاقهم، وهو ما ينذر بتدهور الوضع الأمني في الساحل.
وأشار إلى أن يوم أمس، شهد دخول مجموعة من سيارات الأمن العام تضم 15 عنصراً، إلى مدينة القرداحة، حيث قاموا بصدم شابين كانا على دراجة نارية، ثم نزل أحد العناصر ليطلق النار على رأس أحد الشبان بعد سقوطه على الأرض، فيما ضُرب الشاب الثاني بأخمص البندقية الروسية على رأسه، وتم وضعهما في صندوق السيارة، لتتجه الدورية بعد ذلك إلى فندق ميريديان القرداحة، بعد أن تحول الفندق إلى مقر للأمن العام.
وفي ريف طرطوس، دخل فصيل معظمه من المقاتلين الأجانب إلى ما يُعرف بـ "معسكر الطلائع" في قرية الهيشة. ووفقاً للمصدر العسكري، دخل عناصر الفصيل إلى منازل السكان في القرية وسط إطلاق النار، ليقوموا باعتقال العديد من الشبان، حيث جرت عمليات نهب وسرقة واسعتين للمنازل .
وتأتي هذه التطورات، وسط حالة من الذعر تسيطر على السكان في الساحل السوري، وتحذيرات متواصلة للأهالي بعدم الخروج من المنازل، إلا للضرورة .خاصة في أوقات المساء.
وأمس الأول، شهد ريف القرداحة حوادث أمنية انتهت بمقتل شابين، بعد أن اقتحم رتل تابع للأمن العام، يضم أكثر من 30 آلية مدجـجة بالأسلـحـة والعناصر، بينهم مقاتلون أجانب، قرية "السفرقية" و"الديرونة" في ريف القرداحة، بحجة ملاحقة مطلوبين، ونفذت القوات المهاجمة عملية قصف عشوائي أدت إلى احتراق منازل لمواطنين في قرية السفرقية، كما اشتعلت أحراش وبساتين الزيتون في القرية نتيجة الرمايات .
وقالت مصادر أهلية لـ "إرم نيوز" إن القوات المقتحمة بررت عملياتها بأنها "لملاحقة اللصوص"، طالبة من الأهالي عدم الخروج من منازلهم "حفاظاً على سلامتهم" ولكن لتنتهي العملية بترويع الأهالي وحرق عدة منازل وبساتين زيتون وأحراش، مع وعد بإرسال سيارات إطفاء لم تصل أبداً.
وشهد الساحل السوري تطوراً نوعياً، حيث جرى نشر فيديو لعملية تم تنفيذها في 14 أغسطس/ آب. وأعلن فصيل مسلح مجهول يطلق على نفسه اسم (رجال النور - سرايا الجواد) عن تبنيه لعملية استهداف آلية تتبع لما وصفها "النصرة ودواعش الجولاني" بعبوة ناسفة على طريق اللاذقية - جبلة . وقال المتحدث في الفيديو إن هذه العملية هي ثأر لأرواح الشهداء، في إشارة إلى مجازر الساحل.