logo
العالم العربي

ما الذي تخفيه تعيينات الجولاني في إدارته الجديدة؟

ما الذي تخفيه تعيينات الجولاني في إدارته الجديدة؟
أحمد الشرعالمصدر: (أ ف ب)
23 ديسمبر 2024، 5:00 ص

سارة عيسى - إرم نيوز

تسود حالة من القلق حول مستقبل سوريا في ظل التعيينات التي شهدتها الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع الملقب بالجولاني، والتي يهيمن عليها عناصر من "هيئة تحرير الشام"؛ ما يعني أن التيارات الدينية أصبحت تهيمن على السلطة، بحسب خبراء.

ورأى خبراء أن هذا التوجه من الجولاني "قد يهدد هوية الدولة السورية ووجودها الحضاري نتيجة لاستبعاد المكونات المدنية والدينية الأخرى".

أخبار ذات علاقة

لقاء أحمد الشرع مع وليد جنبلاط وممثلين عن الأقليات

الجولاني: الإدارة السورية الجديدة ستحمي الطوائف والأقليات

"أفغنة" سوريا

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو نزار بوش، إن "تعيين الشرع لعدد من الوزراء والخبراء من خريجي كليات الشريعة يشير إلى رغبة الحكومة الجديدة في تطبيق نموذج (أفغنة) لسوريا؛ ما يعني تقليص أو حتى القضاء على العلمانية لصالح الشريعة الإسلامية"، على حد تعبيره.

وأضاف بوش لـ "إرم نيوز"، أن "هذا التوجه سيؤدي إلى تهميش فئات واسعة من الشعب السوري التي لا تتوافق مع هذه الرؤية، وهذا يعد تهديداً خطيراً لبنية الدولة السورية التي كانت تتمتع بتنوع ثقافي وديني وإثني".

ورأى أن "هذا التحول في السلطة قد يحمل تهديداً حقيقياً لهوية سوريا الحضارية"، وفق قوله.

معارضة في مدن سورية

وأشار بوش، إلى أن "المعارضة لهذه التوجهات بدأت في الظهور في بعض المدن السورية مثل حلب، حيث خرجت نساء مطالبات بالحفاظ على حقوق المرأة كما كانت سابقاً، وهو ما انتهى بالقبض على بعضهن".

وأشار إلى أن هناك امتعاضاً كبيراً في اللاذقية والساحل السوري، حيث يرفض السكان فرض قوانين دينية على حياتهم اليومية؛ ما يطرح تساؤلات حول قدرة هيئة تحرير الشام على حكم سوريا بهذه الطريقة.

مكونات أخرى

بدوره، رأى أستاذ الدراسات الفارسية في كلية الآداب بجامعة عين شمس المصرية أحمد لاشين، أن "تعيينات أحمد الشرع لا تعتمد سوى على هيئة تحرير الشام؛ ما يعني أن التيارات الدينية أصبحت تهيمن على السلطة".

وأوضح لاشين لـ "إرم نيوز"، أن "التيارات الدينية بشكل عام تميل إلى الإقصاء، حيث تسعى لتمثيل نفسها فقط، ولا تفسح المجال لمشاركة التيارات المدنية أو المكونات الأخرى في المجتمع السوري، خاصة وأن حكومة تسيير الأعمال الحالية تحت قيادة الشرع لا تشمل أي شخص من الطوائف الأخرى في سوريا، ولا تعتمد على أي مكون مخالف لها أو على أفراد من النظام القديم".

وأشار إلى أن "هذا التوجه سيؤدي إلى ضعف بنية الدولة السورية ويجعلها غير قادرة على قيادة المجتمع بشكل فعال".

أخبار ذات علاقة

فاروق الشرع

دور مؤقت.. ما حاجة الجولاني لفاروق الشرع في هذه المرحلة؟

تحديات سياسية

ولا يرى لاشين أن السياسة الخارجية لسوريا تحت حكم الشرع ستكون أكثر استقراراً.

وتوقع أن "تظل العلاقات السياسية مع إيران والعراق وتركيا، متوترة في ظل سياسة الإقصاء التي يتبعها الشرع"، على حد قوله.

وأشار لاشين، إلى أن "ملامح الدولة السورية ستتحدد بشكل أكبر مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل".

ويرى أن هذا التغيير سيشكل نقطة فاصلة في السياسة الشرق أوسطية، وسيعيد تشكيل الواقع السياسي في سوريا والمنطقة بشكل عام، وفق قراءته.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC