logo
أخبار

مع اقتراب إبرامه.. كيف تستعد إسرائيل للتعايش مع الاتفاق النووي الإيراني؟

مع اقتراب إبرامه.. كيف تستعد إسرائيل للتعايش مع الاتفاق النووي الإيراني؟
22 فبراير 2022، 9:17 ص

انشغل محللون ومراقبون إسرائيليون خلال الساعات الـ 24 الماضية، بالاتفاق النووي الذي يتبلور بين إيران والدول الكبرى، ولا سيما في ظل الحديث عن تقدم في المحادثات الدائرة في العاصمة النمساوية، فيينا.

ويحاول هؤلاء وضع تصور لطريقة تعاطي إسرائيل مع إيران ما بعد التوقيع على اتفاق محتمل، في وقت ترسخت لديها القناعة بأن الحديث يجري عن اتفاق أسوأ وأضعف من اتفاق 2015.

وفي وقت سابق حذر مراقبون إسرائيليون من المزيد من التنازلات الأمريكية والغربية لصالح إيران، على وقع الانشغال بالأزمة الأوكرانية، التي تفاقمت بالأمس، مع إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بسيادة دونيتسك ولوغانسك.

رأس الأخطبوط  

وذكرت قناة "أخبار 12" العبرية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت ورئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" دافيد برنياع، عكفا مؤخرا على تغيير الرؤية الإسرائيلية إزاء الملف الإيراني النووي، تحسبا للاتفاق المزمع.

وقالت إن الاثنين اتفقا على بدء الاستعداد لما أسمتها "حربا سرية كبرى للغاية وأكثر اتساعا" ضد إيران، بغية "قطع رأس الأخطبوط"، من منطلق قناعة بأن استهداف طهران سيؤدي إلى اضعاف أذرعها، أي "حماس" و"حزب الله".

وذكر بينيت، الأحد الماضي، أن المحادثات في فيينا بين طهران والقوى الكبرى "ستقود إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي قريبا".

ولفت إلى أن الاتفاق "سيكون أضعف وأقصر مما كان عليه لدى إبرامه عام 2015"، وأن إسرائيل "تعمل وتستعد لليوم التالي للاتفاق على كل الأصعدة".

موارد هائلة 

ووفق مراسل الشؤون العسكرية بالقناة نير ديفوري، خصص بينيت موارد هائلة للجيش وللاستخبارات الإسرائيلية؛ من أجل تنفيذ خطة عمل مترامية الأبعاد تستهدف إضعاف إيران.

وستركز العمليات، وفق المراسل، على المهمات السرية التي تستهدف الاقتصاد الإيراني، وملاحقة الأموال المستخدمة في تمويل "الإرهاب"، وكشف أسماء مسؤولي الحرس الثوري الإيراني لدفع الأنظمة المصرفية العالمية لوضعهم داخل قوائم سوداء.

وأضاف أن إسرائيل ستواصل تنفيذ عمليات سرية داخل سوريا ومناطق بالشرق الأوسط، وكذلك التفجيرات التي تستهدف المواقع العسكرية داخل إيران، إضافة إلى العمليات في ساحة الفضاء السيبراني.

وأشار إلى أن تلك العمليات تأتي من منطلق أن النظام الإيراني في الداخل يعاني أزمة، وأنه كلما تم إضعافه "سيعني ذلك تقليص الحاجة للجوء إلى الحرب مستقبلا".

العمليات المتاحة 

ورأى أن إسرائيل حتى اللحظة تتمتع بحرية العمل ضد إيران، بيد أنها على علم أن التوقيع على اتفاق محتمل سيقيدها.

وبين أنه خلال العامين ونصف العام القادمين، لن تستطيع إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية في إيران، بغية منع إحراج الولايات المتحدة الأمريكية.

وحذر من أنه في حال التوقيع على الاتفاق، سيتم تقييد العمليات السرية أيضا، والتي تستهدف المنشآت النووية. لكنه أشار إلى قدرتها على تنفيذ مهمات أخرى، حتى خلال سريان الاتفاق.

ومن تلك العمليات، ذكر مثلا أنها تظل قادرة على القيام بعمليات سرية ضد منشآت خارج العاصمة طهران، وبالأخص تلك التي تعمل على تطوير الصواريخ الباليستية وبناء الرؤوس الحربية.

كما يمكنها الاستمرار في العمليات السيبرانية التي تستهدف مواقع بناء القنبلة النووية. ولفت إلى أنها ستظل قادرة على تنفيذ عمليات اغتيال واستهداف علماء الذرة الإيرانيين.

كسب الوقت 

في الإطار، تسعى إسرائيل، وفق القناة، لاستغلال فترة سريان الاتفاق أيضا، من أجل مواصلة التجهيزات العسكرية وبناء القدرات التي تمكنها من تنفيذ عمل عسكري مؤثر ضد إيران إذا تطلب الأمر.

وأكدت أن الفترة الحالية تشهد إدارة حوار إسرائيلي مع القوى الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن طبيعة الاتفاق النووي التالي، والذي تصر إسرائيل أن يكون أكثر تشددا وأطول أمدا.

صحيفة "إسرائيل اليوم" أيضا تطرقت، أمس الإثنين، إلى نفس الملف، وقالت إنه "آن الأوان لتجهيز الخيار العسكري".

وذكر المحلل بالصحيفة يوآف ليمور، أن الاتفاق الوشيك هو الأسوأ، لكن الجانب الإيجابي الوحيد هو أنه "يمنح إسرائيل الوقت المطلوب من أجل تجهيز خيار عسكري موثوق وفعال تحسبا ليوم العمل".

ولفت إلى أن إيران دخلت المفاوضات النووية بموقف ضعيف، إلا أنها تخرج منها ويدها هي العليا، محملا الأمريكيين المسؤولية، ومعتبرا أن سبب التنازلات هو شخصية الرئيس جو بايدن وإدارته، وبعد أن تم استبعاد الخيار العسكري من جدول الأعمال الأمريكي.

أوراق جديدة

ورأى أن الوضع العالمي أيضا خدم إيران، التي استغلت الأزمة الأوكرانية، وحقيقة أن الاهتمام الأمريكي انصب إلى الحدود الروسية الأوكرانية فضلا عن ملف الصين، مدركة أن بايدن يريد إتمام هذه الصفقة ومن ثم استخدمت جميع الأوراق الممكنة، متوقعا أن تعمل طهران على خلق أزمات جديدة بمجرد انتهاء المفاوضات لكسب مزايا أخرى.

وقلل من فرص نجاح إسرائيل في التأثير على الاتفاق المزمع، في ظل إصرار واشنطن على رفض الإنصات للمسؤولين الإسرائيليين الذين حذروها من مخاطر إيران النووية والباليستية والإرهابية والاقتصادية.

ودعا ليمور إلى ضرورة الاستفادة من الأوضاع قدر الإمكان، واللعب بأوراق جديدة مثل ترسيخ أفكار محددة في ذهن الأمريكيين، منها أن إيران في ظل الاتفاق الجديد "ستكون أكثر عنفا وعدوانية، كما أن التدفقات المالية التي ستصلها ستسهم في ذلك، في وقت لديها حسابات تريد تصفيتها مع إسرائيل ودول أخرى بالمنطقة".

وأوضح أنه على إسرائيل أن تطالب الأمريكيين بحزمة تعويضات كبيرة، ما سيخدمها في العمليات الاستخبارية المتدفقة ضد التهديدات الإيرانية التي من المتوقع أن تتفاقم.

وطالب القيادة الإسرائيلية بزيادة "سلة احتمالات المواجهة" مع التهديد النووي الإيراني، والعمل على توفير ابتكارات إسرائيلية جديدة، بحيث تصبح إسرائيل أكثر استعدادا تحسبا لليوم الذي سيلي انتهاء سريان الاتفاق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC