قصر الإليزيه: ماكرون سيعين رئيس وزراء جديدا في الأيام المقبلة
قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن رجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو مراد مرجان، السفير التركي القادم في الولايات المتحدة، سيواجه مهمة مستحيلة في واشنطن.
وحسب التقرير فإن اختيار مراد مرجان، وهو عضو مؤسس لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وكونه سياسياً وليس دبلوماسياً، لمنصب السفير التركي في واشنطن، كان بمثابة مفاجأة للعديد من المراقبين، إلا أن علاقته المباشرة بالرئيس أردوغان كانت بالتأكيد هي الأساس الذي قام عليه هذا الاختيار.
وبوصفه أول سياسي يتولى مهام هذا المنصب المرغوب فيه بشدة في الدبلوماسية التركية، فإن مراد مرجان سيتحمل تلك المهمة في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات التركية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها، على خلفية العديد من المشكلات المستعصية على الحل بين الطرفين، والتي كان أبرزها وأكثرها مرارة على الإطلاق حصول أنقرة على نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس 400.
وعلى إثر طرد تركيا من ائتلاف الجيل الخامس لطائرات إف 35 عقابا على الصفقة مع الروس، تعرضت شركات الدفاع التركية لعقوبات من جانب الإدارة الأمريكية السابقة، ومن هنا كانت التوقعات تنصب على أن أنقرة سوف ترسل دبلوماسياً مخضرماً ليحلّ محلّ السفير الحالي سردار كيليتش، الذي ظل في منصبه منذ عام 2014.
وكان مراد مرجان والسفير التركي في لندن أوميت يالتشين ضمن القائمة النهائية على طاولة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لتولي منصب سفير أنقرة في واشنطن، ولكن أردوغان كانت له الكلمة الحاسمة.
وطرح التقرير سؤالا حول السبب وراء اختيار الرئيس التركي مراد مرجان لهذا المنصب، وما الذي يستطيع السفير القادم في واشنطن تحقيقه بالفعل.
ليرد بأن التفسير التقليدي يشير إلى أن أردوغان يريد شخصاً يثق فيه تماماً، ويملك الفكر الإسلامي المحافظ، ولكنه أيضاً يتمتع بخبرة في الشؤون الأمريكية والعلاقات الخارجية، كما أن السفير المُختار سياسياً، والذي يملك خطاً مفتوحاً مع الزعيم التركي، ربما يكون له ثقل إضافي، أو هكذا يعتقد الرئيس أردوغان.
ونقل التقرير عن "غونول تول"، مديرة برنامج تركيا في مركز الشرق الأوسط، قولها إن المشكلات التي سيواجهها مراد مرجان في واشنطن أعمق من أن يتم حلّها عبر السفير فقط، خاصة إذا استمرت تركيا على نفس النهج السياسي، وبشكل خاص فيما يتعلق ببرنامج الدفاع الصاروخي الروسي إس 400.
وبينت نوغول تول بأن أردوغان يعتقد أن إرسال سفير سياسي للمرة الأولى سيؤدي إلى جعل الأمور "شخصية"، وفق ما كانت عليه في إدارة الرئيس السابق ترامب، وهذا لن ينجح مع بايدن، الذي تثمّن إدارته عمل المؤسسات، وتعهدت بإعادة بناء المصداقية في المؤسسات.
لكن "آلان ماكوفسكي"، الخبير البارز في الشؤون التركية، والزميل في مركز "أمريكان بروجريس"، يرى أن العلاقة المباشرة بين مراد مرجان والرئيس أردوغان، وما إذا كان الأول يستطيع التأثير على صناعة القرار من القمة، فإن هذا سيكون نقطة إيجابية.