تظل مسألة تفكيك الميليشيات في غرب ليبيا وتسليم أسلحتها، المعضلة الكبرى أمام أي اتفاق ليبي، خصوصًا في ظل عجز حكومة الوفاق وأدواتها عن تحقيق هذه الخطوة، التي كانت أهم بنود اتفاق الصخيرات منذ عام 2015.
ويرى مراقبون للشأن الليبي، بأن شخصيات مسؤولة من حكومة الوفاق بدأت تدرك صعوبة موقفها، مع استمرار فشلها في نزع سلاح الميليشيات، وتوقيع اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. ولذلك، أصبحت هذه الشخصيات تتقارب مع شخصيات ليبية كانت تعتبرها عدوًا لا يمكن مناقشته، وكذلك مع بعض الدول التي كانت تراها داعمة لخصومها.
واعتبر المهتم بالشأن الليبي صالح بوخشيم، أن أكثر الشخصيات في غرب البلاد، والتي تسعى حاليًا للخروج من نفق الحالة الميليشياوية هو وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الذي يزور القاهرة اليوم الأربعاء، للقاء مسؤولين مصريين، وهي الزيارة الأولى له منذ توليه الوزارة.
وذكر بوخشيم في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن باشاغا سيناقش في القاهرة عدة نقاط، أهمها مسألة تفكيك الميليشيات المسلحة، وإمكانية إعادة دمج عناصرها في المؤسسة العسكرية الليبية، والمؤسسات الأمنية والشرطية، إضافة إلى إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا.
ووفق الدبلوماسي الليبي السابق، محمد غرس الله، فإن "باشاغا سيستمع لبعض الرؤى المصرية، حول المرحلة المقبلة، ورأى أن أهم ما ستنقله القاهرة لباشاغا، هو عدم وصول أي شخصية ذات توجه فكري أو قريبة بشكل أو بآخر من تيار الإسلام السياسي، لتولي أي مناصب في الدولة الليبية، وسيكون مؤشر القاهرة في هذه النقطة، حالة الرفض الشعبي الليبي، لهذه التيارات وأفكارها".
وأشار غرس الله في تصريح لـ "إرم نيوز"، إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد أيام من خلافات واسعة، وتصريحات لعدة شخصيات قيادية في ميليشيات غرب ليبيا، عبّرت جميعها عن رفض أي حل للميليشيات، ورفض أي مخرجات للحوار العسكري، وكذلك اقتراح هذه الشخصيات أجسامًا جديدة، تضم صوريًا هذه الميليشيات.
وأوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد، عبد المجيد الكاسح، أن باشاغا، حاول خلال المدة الماضية تنفيذ خطته لتفكيك الميليشيات والكتائب المسلحة، غير أن رفض قيادات عدة لخطته، وأيضًا اعتماده على عناصر ميليشياوية لتنفيذ هذه الخطة، أدى إلى فشلها، بعد عدة مواجهات بين المسلحين التابعين للداخلية ومسلحين آخرين تابعين -أيضًا- لحكومة الوفاق.
وقال الكاسح لـ "إرم نيوز" إن "لجوء باشاغا لمصر، يأتي بعد ظهور علامات تصاعد المواجهات خلال الفترة المقبلة بين ميليشيات حكومة الوفاق، خصوصًا إذا حاول باشاغا فرض تصنيفه الذي يقتضي بحل ميليشيات تابعة لمدن طرابلس والزاوية والزنتان، والتي تدين بالولاء لوزير الدفاع بحكومة الوفاق صلاح النمروش، والإبقاء على قوات تتبع لوزارة الداخلية، وتدين بالطاعة لباشاغا، وأغلب عناصرها تابعة لمصراته".