غالبًا ما يُنظر إلى الشعر كعنصر جمالي فقط، لكنه في الواقع مرآة دقيقة لصحة الجسم. فبصيلات الشعر، التي تتفاعل مع الهرمونات والتغذية والمناعة وعملية التمثيل الغذائي، قد تكشف عن مشكلات داخلية قبل ظهور أي أعراض واضحة.
عندما يطرأ تغيير مفاجئ على شعرك، سواء في الملمس أو الكثافة أو اللون، فقد يكون ذلك مؤشرًا على خلل صحي.
فمثلاً، نقص الحديد يؤدي إلى تساقط الشعر نتيجة نقص الأكسجين في البصيلات، بينما مشاكل الغدة الدرقية تجعل الشعر جافًا وخشنًا أو هشًا. كما يمكن أن يشير نقص فيتامين B12 إلى شعر ضعيف وفاقد للون، والإجهاد المزمن يزيد من تساقط الشعر نتيجة ارتفاع هرمون الكورتيزول.
أيضًا، قد تكشف بقع الصلع المستديرة عن اضطرابات مناعية مثل الثعلبة، في حين يضعف الشعر بسبب سوء التغذية أو مشكلات امتصاص العناصر الغذائية. الالتهابات المزمنة في فروة الرأس مثل الصدفية أو التهاب الجلد تجعل نمو الشعر أصعب وأكثر عرضة للكسر.
وينصح الخبراء عند ملاحظة أي تغيرات مفاجئة في الشعر باللجوء إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، ومراجعة النظام الغذائي لضمان كفاية الحديد والبروتين والزنك وفيتامينات B، وتجنب الإفراط في المكملات الغذائية. كما يعتبر التعامل مع التوتر ومراقبة فروة الرأس جزءًا مهمًا من الحفاظ على صحة الشعر.
ويؤكد العلماء أن الشعر يمثل نظام إنذار مبكر للجسم. مراقبته وفهم التغيرات فيه يساعد على اكتشاف المشكلات الصحية مبكرًا، مما يمنح فرصة للعلاج قبل أن تتفاقم الاختلالات الداخلية.