logo
صحة

"اضطراب ما بعد الصدمة".. ما دور الطب النفسي في التعافي؟

تعبيريةالمصدر: iStock

تؤثر الصدمات الحياتية بأشكال مُختلفة على الصحة النفسية، إذ قد تترك آثارًا عميقة مؤثرة في الحياة اليومية للأفراد. 

وبحسب خبراء في مجال الصحة النفسية، فإن فقدان الأحبة، أو التعرض لمواقف مخيفة أو مرعبة، وصولًا إلى العنف، والاغتصاب، وعيش الحروب، والكوارث الطبيعية، والطلاق وغيرها من المواقف الحياتية التي قد تتسبب في صدمة نفسية لا يمكن تجاوزها بسهولة.

اضطراب ما بعد الصدمة

قد يتغلب بعض الأشخاص على الصدمات التي يتعرضون لها في غضون أسابيع قليلة، بينما يعاني آخرون اضطرابًا طويلَ الأمد يعرف بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" أو "الكرب".

وبحسب الأطباء المختصين، فإن اضطراب الكرب أو ما بعد الصدمة ليس نتيجة لضعف في الشخصية، بل هو استجابة طبيعية لحدوث تغيرات كيميائية في الدماغ بعد التعرّض لأحداث مؤلمة. 

ويؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير في الحياة اليومية للأشخاص، وقد تتطلب الحالة علاجًا نفسيًّا من متخصص، بينما تتفاوت فترة العلاج مِن ستة أشهر إلى عام كامل، وقد تستمر لفترة أطول في الحالات المزمنة.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

دراسة: تراجع صداقات الرجال ينعكس على الصحة النفسية للزوجات

أعراض نفسية وجسدية خطيرة

وتتمثل أعراض اضطراب "الكرب" في مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية والجسدية الخطيرة، مثل: الخوف المفرط، القلق، الاكتئاب، اضطرابات النوم، وصعوبة التركيز، إلى جانب نوبات الغضب والتوتر الشديد. 

ووفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في 21 بلدًا حول العالم، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف أو مروا بتجارب قاسية، مثل: فقدان الأحبة، والحروب، وحوادث السير، يعانون بشكل أكبر اضطراب ما بعد الصدمة.

حلول الطب النفسي

في هذا السياق، أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن التعرّض لحوادث أقل حدة قد يؤدي إلى تفاقم الحالة إذا تعرَّض الشخص لمواقف مشابهة في المستقبل، على حد قوله.

وأكد أن اضطراب ما بعد الصدمة لا يصيب الجميع، بل هو أكثر تأثيرًا في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للأمراض النفسية، كما أشار إلى أن أخطر الأعراض قد تشمل التبول اللاإرادي والكوابيس المزعجة، وفق تعبيره. 

أخبار ذات علاقة

التوتر والإرهاق في العمل

طرق فعّالة لحماية الصحة النفسية للموظفين

وأوضح الدكتور فرويز حلول الطب النفسي لعلاج اضطراب "الكرب" أو ما بعد الصدمة، وبين أنه يتم علاجه إمّا بـ"العلاج السلوكي المعرفي" وإمّا باستخدام "الأدوية"، بحسب حالة كل مريض، مُشيرًا إلى أن العلاج يهدف إلى تقليل تأثير الاضطراب في الجهاز العصبي للمريض، ومساعدته على التعامل مع ذكرياته المؤلمة.

واختتم الطبيب حديثه مُشددًا على أن الالتزام بالعلاج النفسي يقلل بشكل كبير احتماليةَ عودة الأعراض، خاصة إذا تم تجنب التعرّض لمواقف مشابهة قد تحفز الاضطراب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC