كشفت دراسات حديثة عن أزمة متزايدة في الصداقات بين الرجال، ما يثير القلق بشأن الوحدة، والصحة النفسية، والآثار الممتدة على العلاقات العاطفية. وعلى الرغم من أن الشعور بالوحدة يصيب جميع الفئات، فإن الأبحاث تشير إلى أن الرجال أكثر عرضة لها بسبب افتقارهم للعلاقات المقربة واعتمادهم الكبير على شريكاتهم في الدعم العاطفي.
وبحسب موقع "سايكولوجي توداي" يعاني الكثير من الرجال من غياب الصداقات العميقة، حيث أفاد العديد منهم بأنهم يتلقون معظم، أو كل، الدعم العاطفي من زوجاتهم أو شريكاتهم، غالبًا فور عودتهم من العمل. هذا النمط يضع عبئًا نفسيًا كبيرًا على النساء في العلاقات العاطفية، حيث يتولين أدوارًا متعددة مثل المستشارة النفسية، ومتابعة الحالة العاطفية، وتنظيم الحياة الاجتماعية لشريكهن.
وأكدت دراسات أن الشبكات الاجتماعية للرجال غالبًا ما تكون أصغر مقارنة بالنساء، وهم أقل ميلاً لطلب الدعم العاطفي من أصدقائهم الذكور. وفي الثقافات التي تركز على الاستقلالية، مثل المجتمعات الغربية، يسجل الرجال معدلات أعلى من الشعور بالوحدة مقارنة بالنساء. وعندما تنتهي العلاقة العاطفية، يفقد الرجال جزءًا كبيرًا من دعمهم الاجتماعي، نظرًا لافتقارهم لعلاقات قوية خارج العلاقة.
خطر الوفاة المبكرة
وحذر مختصون في الصحة من المخاطر المرتبطة بالعزلة الاجتماعية. فقد تبين أن الوحدة تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 32%، وهو ما يعادل المخاطر المرتبطة بالسمنة والتدخين. وتزداد هذه الخطورة لدى الرجال بسبب قلة صداقاتهم القوية.
علاوة على ذلك، فإن ما يُعرف أحيانًا بـ"العبء العاطفي" الذي تتحمله النساء لتعويض غياب دعم الرجل الاجتماعي قد يؤثر سلبًا على صحتهن النفسية والجسدية. ويتضمن ذلك مراقبة مشاعر الشريك، ترتيب حياته الاجتماعية، وتقديم الدعم العاطفي المستمر.
ويؤكد الخبراء أن بناء شبكات دعم اجتماعي متوازنة أكثر يعد ضروريًا لصحة وسعادة الجميع. وينبغي تشجيع الرجال على تكوين صداقات قوية والانفتاح عاطفيًا، مما يخفف الضغط عن العلاقات العاطفية ويعزز رفاهية الأفراد بشكل عام.