الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
يعاني العديد من الرياضيين، بمختلف تخصصاتهم، من تجربة شديدة الإحباط تتمثل في التشنجات العضلية المفاجئة التي تُجبر بعضهم على الانسحاب من المنافسات. ورغم شيوع هذه التقلصات المؤلمة وغير الإرادية، المعروفة باسم "التشنجات المرتبطة بالتمارين"، فإن أسبابها الدقيقة لا تزال محل جدل في الأوساط الرياضية والطبية منذ عقود.
ولطالما اعتُبر الجفاف أو اختلال توازن الأملاح في الجسم من العوامل الأساسية وراء هذه التشنجات، وفقًا لما ذكره موقع "ساينس أليرت"، إلا أن دراسات حديثة بدأت تسلط الضوء على عوامل جديدة قد تكون أكثر تأثيرًا مما كان يُعتقد سابقا.
لكن هذه الفرضية لم تُجب عن كل الأسئلة؛ فبعض الرياضيين يصابون بالتشنجات رغم حصولهم على كميات كافية من السوائل، بينما لا يتأثر آخرون حتى في ظل ظروف جوية قاسية.
"سطح اللعب"
وتشير دراسات حديثة إلى أن السبب قد يكون في طبيعة سطح اللعب نفسه، وبهذا الخصوص توصل فريق رياضي إلى أن خصائص معينة للأسطح يمكن أن تُسبب إجهادا عضليا عصبيا مبكرا؛ ما يزيد من احتمالية التشنجات المفاجئة.
وعندما تجهد العضلات، يختل التوازن الطبيعي في الجهاز العصبي بين إشارات الانقباض والاسترخاء؛ إذ تُصبح مغازل العضلات أكثر نشاطا، بينما تضعف الإشارات المثبطة من أعضاء وتر جولجي (التي تراقب الشد العضلي عند نقطة اتصال العضلة بالوتر).
وتكون النتيجة رسائل عصبية متضاربة تجعل العضلة تنقبض بشكل مستمر ولا إرادي، وهو ما يُعرف بالتشنج العضلي.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن التمرين أو التنافس على أسطح ذات خصائص ميكانيكية غير مألوفة مثل الصلابة أو المرونة قد يسرّع من حدوث التعب العصبي العضلي؛ ما يهيئ الجسم لحدوث التشنجات.
وتلعب الأسطح دورا محوريا في كيفية تفاعل عضلاتك ومفاصلك أثناء الأداء. وعندما لا يكون الجهاز العصبي العضلي مهيّأ لهذه الظروف، يزداد احتمال الشعور بالإرهاق مبكرا.
وفي إحدى الدراسات لاحظ الفريق فرقًا بنسبة 13% في نشاط العضلات بين عدائين تمرّنوا على أسطح ذات مستويات متفاوتة من الصلابة والمرونة.
وفي دراسة أخرى، اكتشفوا اختلافًا بنسبة 50% في نشاط عضلات أوتار الركبة لدى الرياضيين الذين نفذوا التمارين نفسها على أنواع مختلفة من العشب.
بالإضافة إلى مؤشرات الأداء، تُظهر دراسات الميكانيكا الحيوية أن تغيير خصائص سطح اللعب يمكن أن يؤثر على صلابة العضلات، وتحميل المفاصل، ونطاق الحركة وجميعها عوامل تؤثر بشكل مباشر على مدى التعب أثناء التمرين.