يواصل تفشي مرض الحصبة الذي بدأ في غرب تكساس في أواخر يناير 2025 النمو، مع وجود 400 حالة مؤكدة في تكساس وأكثر من 50 حالة في نيو مكسيكو وأوكلاهوما حتى 28 مارس.
ويعتقد خبراء الصحة أن الأرقام أعلى كثيرا من ذلك، ويخشى البعض من عودة ظهور المرض على نطاق أوسع في الولايات المتحدة.
ويمكن أن تُلحق الحصبة الضرر بالرئتين والجهاز المناعي، كما تُسبب تلفا دماغيا دائما، حيث يموت ثلاثة من كل ألف شخص يُصابون بهذا المرض.
ولكن نظرا للنجاح الكبير الذي حققته برامج التطعيم ضد الحصبة في الولايات المتحدة على مدار الستين عاما الماضية، فإن قلة من الأمريكيين دون سن الخمسين أصيبوا بالحصبة مباشرةً؛ مما يُسهّل اعتبار العدوى مجرد طفح جلدي مصحوب بحمى في مرحلة الطفولة.
الحصبة من أكثر الأمراض عدوىً على وجه الأرض، حيث إن شخصا واحدا مصابا بها سينقل العدوى إلى تسعة من كل عشرة أشخاص قريبين منه إذا لم يتلقوا التطعيم.
مع ذلك، فإن نظام الجرعتين من اللقاح فعال بنسبة 97% في الوقاية من الحصبة .
عندما يُصيب فيروس الحصبة شخصا ما، فإنه يرتبط ببروتينات مُحددة على سطح الخلايا، ثم يُدخل جينومه ويتكاثر، مُدمرا الخلايا في هذه العملية. يحدث هذا أولا في الجهاز التنفسي العلوي والرئتين، حيث يُمكن أن يُلحق الفيروس الضرر بقدرة الشخص على التنفس بشكل جيد.
وفي كلا المكانين، يصيب الفيروس أيضا الخلايا المناعية التي تحمله إلى العقد الليمفاوية، ومن هناك، إلى جميع أنحاء الجسم.
ما يُلزم مرضى الحصبة عادةً بالذهاب إلى المستشفى هو تأثير المرض على الرئتين، فمع تدمير الفيروس لخلايا الرئة قد يُصاب المرضى بالتهاب رئوي فيروسي يتميز بسعال شديد وصعوبة في التنفس.
ويُصيب الالتهاب الرئوي الحصبي حوالي طفل من كل عشرين طفلا يُصابون بالحصبة، وهو السبب الأكثر شيوعا للوفاة بسبب الحصبة لدى الأطفال الصغار.
يمكن للفيروس أن يغزو الجهاز العصبي بشكل مباشر ويتسبب في إتلافه عن طريق التسبب في الالتهاب.
ويمكن أن تُسبب الحصبة تلفا دماغيا حادا بطريقتين مختلفتين : عدوى مباشرة للدماغ تصيب حوالي شخص واحد من كل ألف شخص، أو التهاب في الدماغ بعد يومين إلى 30 يوما من الإصابة.
وقد يُصاب الأطفال الناجون من هذه الأحداث بتلف دماغي دائم وإعاقات مثل العمى وفقدان السمع.
من الآثار المُقلقة للغاية لعدوى الحصبة، وإن كانت لا تزال غير مفهومة جيدا، أنها قد تُضعف قدرة الجهاز المناعي على التعرف على مُسببات الأمراض التي سبق أن واجهها.
ولطالما اشتبه الباحثون في أن الأطفال الذين يتلقون لقاح الحصبة يميلون أيضا إلى امتلاك مناعة أفضل ضد أمراض أخرى، لكنهم لم يكونوا متأكدين من السبب.
وجدت دراسة نُشرت عام ٢٠١٩ أن الإصابة بالحصبة تُدمر ما بين ١١٪ و٧٥٪ من أجسامهم المضادة، مما يجعلهم عُرضة للعديد من أنواع العدوى التي كانوا يتمتعون بمناعة ضدها سابقا.
ويستمر هذا التأثير، المعروف باسم فقدان الذاكرة المناعية، حتى يُصاب الشخص مجددا بالعدوى أو يُعاد تطعيمه ضد كل مرض نسيه جهازه المناعي.
