كشف علماء أن التوتر في مرحلة الطفولة، خاصة الناتج عن سوء المعاملة أو الفقر، قد يترك ندوبًا دائمة ليس فقط على الصحة العقلية بل على الجسدية أيضا، خاصة الأمعاء، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".
وبحسب العلماء، يتسبب التوتر المبكر في تحفيز استجابة "القتال أو الهروب" في الجسم، مما يثبط جهاز المناعة ويسمح للميكروبات الضارة بالاستقرار في الأمعاء.
وتؤثر هذه الميكروبات على المزاج والرغبات في تناول الطعام والتغذية، مما يدفع الأشخاص إلى تناول أطعمة "غير صحية" تزيد الالتهاب وتفاقم الأمراض مثل السمنة والسكري. ولا تقتصر الأضرار على الصحة الجسدية فقط، بل تسرع أيضًا من شيخوخة الدماغ، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي.
وبحسب العلماء، فإن الأطفال أكثر عرضة للخطر؛ لأن جهاز المناعة والميكروبات المعوية لديهم في مرحلة تكوين. ويمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات في هذه الفترة الحرجة إلى مشاكل طويلة الأمد في التواصل بين الأمعاء والدماغ ما تنعكس سلبا على الصحة النفسية والوظائف الإدراكية.
وكشفت دراسات حديثة عن طريقة واعدة لتقليل هذه الأضرار من خلال النظام الغذائي والمكملات الغذائية، مع التركيز على العلاقة الحيوية بين الأمعاء والدماغ.
وأبرزت مراجعة شاملة أجراها باحثون من أيرلندا وأمستردام، منهم جون كرايان وأنكو كوروسي، العناصر الغذائية التي تساعد في مواجهة هذه التأثيرات. فالأحماض الدهنية أوميغا-3 تقلل الالتهاب وتحسن القلق والاكتئاب الناتجين عن التوتر المبكر، بينما يؤدي الإفراط في أوميغا-6 إلى تفاقم الأعراض.
كما ثبت أن مركبات البوليفينول الموجودة في الفواكه والخضروات والشاي الأخضر تخفف من الاكتئاب والضعف الإدراكي المرتبطين بالصدمات في الطفولة.
وأظهرت كائنات البروبيوتيك، مثل Limosilactobacillus reuteri PBS072 وBifidobacterium breve BB077، قدرة على تقليل الاكتئاب لدى الأمهات الجدد وتحسين تجربة الرضاعة وتأثيرًا إيجابيًا على الأطفال.
وتعمل كائنات البروبيوتيك والبريبايوتيك التي تتواجد في اللبن والمخللات وبعض الخضار مثل الثوم الهليون والبصل، لتحسين الصحة النفسية المرتبطة بالتوتر، خاصةً عند تناولها خلال فترات الضغط والقلق.