في وقت يُنظر فيه إلى الرياضة كحلّ مثالي لتحسين المزاج، إلا أنّها ليست دومًا في متناول الجميع، لا من حيث الجهد ولا الكلفة.
لكن دراسة جديدة من المملكة المتحدة، نُشرت في مجلة PLOS One، تقترح وسيلة بديلة وبسيطة – بل ومجانية – لتحسين الحالة النفسية، ألا وهي الكتابة الإيجابية المعبّرة.
وعلى عكس ما درجت عليه أساليب الكتابة العلاجية القديمة، التي كانت تشجّع على الغوص في تفاصيل الصدمات والضغوط النفسية، تركّز هذه المقاربة الجديدة على الامتنان، والتأمل الذاتي، وتخيّل مستقبل مشرق.
ويرى الباحثون أن الحديث المتكرر عن الألم قد ينفع على المدى الطويل، لكنه، غالبًا، ما يجرّ صاحبه إلى دوامة من السوداوية في اللحظة الراهنة.
أما "الكتابة الإيجابية"، فهي تقفز مباشرة إلى النقاط المضيئة، دون المرور بدموع الذكريات. لكن رغم ذلك، لم تكن نتائج هذه الطريقة مضمونة للجميع.
فبعد تحليل 51 دراسة أُجريت، بين عامي 1930 و2023، توصّل الباحثون إلى أن التأثير الإيجابي لهذه الكتابة لم يكن موحّدًا. فبينما شهد البعض تحسّنًا ملحوظًا، لم يتغير شيء في حال آخرين.
ويُرجع العلماء هذا التفاوت إلى اختلاف ظروف الجلسات أو طبيعة الشخصيات المشاركة. لذا، فهم يدعون إلى وضع بروتوكولات أكثر دقة تأخذ في الحسبان الفروقات الفردية.
مع ذلك، فإن نتائج الدراسة تتماشى مع ما يوصي به كثير من الباحثين حول أهمية الحفاظ على نظرة إيجابية وممارسة الامتنان بوصفها من أسهل وسائل السعادة.
الاختصاصية في التأمل وتطوير الذات، جوانا راجيندران، قالت، سابقًا، لصحيفة The Post: "الامتنان يُذكَر في كل محادثة عن السعادة، لأنه بالفعل ورقة رابحة".
ونصحت بالبدء بخطوات صغيرة: "بدلًا من الإجابات العامة كالصحة والعائلة، والتي تفقد وقعها مع التكرار، انظر حولك الآن، وحدّد ما يسعدك في هذه اللحظة".
ويُعتبر التدوين اليومي من أكثر التوصيات شيوعًا للتخلّص من التوتر وقلق ما قبل النوم. حيث وجدت إحدى الدراسات أن تخصيص 15 دقيقة فقط يوميًا للكتابة يُخفّف بشكل ملحوظ من القلق والاكتئاب والتوتر العام.
لذا ينصح الخبراء أنه في المرة المقبلة التي تشعر فيها بالإحباط.. تذكّر أن "القلم" قد يكون أقوى من الدواء.