مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة بلغراد في صربيا أن الأشخاص الذين يتمتعون بصفات سيكوباتية أو سادية أكثر عرضة لإظهار اللامبالاة أو العدوانية تجاه الحيوانات، مشيرةً إلى أن هذا السلوك ليس حكرًا على الشخصيات الخيالية، بل يظهر أيضًا في الواقع.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة Current Psychology، تناولت العلاقة بين ما يُعرف في علم النفس بـ "رباعية الشخصية المظلمة" وتشمل النرجسية، والميكافيلية، والسيكوباتية، والسادية، وبين مواقف الناس وسلوكهم تجاه الحيوانات. وتتميز هذه الصفات ببرود المشاعر، والميل للتلاعب بالآخرين، وانعدام التعاطف، والاستمتاع بالهيمنة أو إلحاق الأذى.
وفي الجزء الأول من الدراسة، أجاب 369 مشاركًا على استبيانات تقيس سماتهم في "الرباعية المظلمة" ومواقفهم تجاه الحيوانات، بما في ذلك مستوى التعاطف والاستعداد للمساعدة والعادات الغذائية. وبعد الأخذ في الاعتبار العمر والجنس والمستوى التعليمي، وجد الباحثون أن السيكوباتية والسادية ترتبطان بقوة بما يُعرف بـ التمييز بين الأنواع (Speciesism)، أي الاعتقاد بأن البشر يتمتعون بتفوق أخلاقي على الحيوانات وأن معاناتها أقل أهمية.
كما أظهرت النتائج أن أصحاب المستويات العالية من السيكوباتية والسادية أقل اهتمامًا برفاهية الحيوانات أو المساعدة على حمايتها. وظهرت علاقة طفيفة بين الميكافيلية وتناول اللحوم، بينما لم يكن للنرجسية تأثير واضح في المواقف تجاه الحيوانات.
وفي تجربة ثانية شملت 234 مشاركًا، تبيّن أن الأشخاص الذين سجلوا درجات مرتفعة في السمات السيكوباتية يميلون إلى الإيمان بـ التسلسل الهرمي الاجتماعي، واضعين البشر وأنفسهم في مرتبة أعلى من الكائنات غير البشرية. في المقابل، أظهر الأشخاص الأكثر تعاطفًا وفهمًا للآخرين مستويات أقل من التمييز بين الأنواع.
وقالت الباحثة الرئيسية الدكتورة ماريا برانكوفيتش إن سمات "الرباعية المظلمة" ترتبط بدعم استغلال الحيوانات، لكنها أكدت أن المواقف الاجتماعية والأخلاقية العامة تلعب دورًا مؤثرًا أيضًا.
واختتم الفريق البحثي بالقول إن "العقول المظلمة لا تحب الحيوانات"، مشيرين إلى أن العنف ضد الحيوانات يمكن أن يكون مؤشرًا على ميول معادية للمجتمع أو عنيفة لدى الأطفال والبالغين على حد سواء.
وتضيف هذه النتائج إلى الأدلة النفسية المتزايدة التي تربط سمات الشخصية المظلمة بسلوكيات عدوانية وانعدام التعاطف وميل نحو السلوك المعادي للمجتمع — وهي صفات سبق أن ارتبطت بالإيمان بنظريات المؤامرة، والكذب القهري، وبعض أنماط السلوك المحفوفة بالمخاطر.