هل سبق أن طلبت من زوجك، أو شقيقك، أو والدك إحضار شيء موضوع أمامه مباشرة، فعاد ليخبرك أنه لم يجده؟.
قد يبدو الأمر طريفاً أو حتى مزعجاً، لكنه في الواقع مرتبط بطريقة عمل الدماغ واختلاف أنماط التركيز والانتباه بين الأفراد.
ووفقًا لدراسات عدة، فإن النساء يُظهرن تفوقًا طفيفاً في تذكّر مواقع الأشياء والانتباه للتفاصيل البصرية. وفي المقابل، يتفوق الرجال غالباً في مهارات التنقل المكاني، بحسب ما أوضحت الدكتورة شيتال غويال، اختصاصية الأعصاب في مستشفى ووكهارت – مومباي.
وترى الدكتورة غويال أنّ النساء يعتمدن على المعالم والذاكرة المرتبطة بالأشياء، ما يمنحهن ميزة عند البحث في بيئات مألوفة، مثل المطبخ أو الخزانة.
أما الرجال، فقد يعانون مما يُعرف بـ "الوميض الانتباهي"، حيث يركّزون على المشهد العام ويفوتون تفاصيل واضحة، كما أشار الدكتور هيران إس. ريدي، اختصاصي الطب الباطني والعناية الحرجة في مستشفى غلين إيغلز في حيدر أباد.
وأضاف الدكتور ريدي أنّ النساء يمِلن إلى التركيز على التفاصيل الدقيقة، لا سيّما في البيئات التي يتفاعلن معها باستمرار. كما أنّ انخراط المرأة غالبًا في تنظيم أغراض المنزل يجعلها أكثر دراية بمواقعها، ما يعزّز ذاكرتها البصرية.
ومع ذلك، نبّهت الدكتورة غويال إلى أنّ هذه الفروقات ليست قاعدة، بل ميولاً عامة، مشيرة إلى أن عوامل مثل التعب، التوتر، وتعدّد المهام تؤثر في القدرة على الملاحظة لدى الجنسين على حدّ سواء. حيث تقول: "الأمر في جوهره يعود إلى أنماط الدماغ الفردية وليس إلى فروقات صارمة بين الرجال والنساء".
ويشير الدكتور ريدي إلى أنّ هناك رجالًا بارعين للغاية في الملاحظة والانتباه للتفاصيل، ونساء لا يتمتعن بتلك المهارة. أي أنّ الفروقات ليست حتمية، بل تتعلّق بالعادات والانتباه والسياق، وليس بالقدرات الفطرية.