logo
صحة

"الاحتيال الغذائي".. فِخاخٌ تسويقية تحول بينك وبين خسارة الوزن

تعبيريةالمصدر: istock

يتعرّض المستهلكون يوميًا لخداعٍ ممنهج من قِبل شركات الأغذية، عبر الدعاية المضللة لمنتجاتها، ما يدفعهم إلى اتخاذ خيارات غذائية غير مناسبة لاحتياجاتهم أو توقعاتهم.

ومن أخطر الحيل التي تلجأ إليها هذه الشركات، استخدام شعارات لافتة ومضللة للترويج لمنتجاتها.

وللغوص أكثر في تفاصيل هذا الموضوع، التقت "إرم نيوز" اختصاصي أول تغذية علاجية، "شيماء زاهر"، الحائزة على إجازة في الحمية وتغذية الرياضيين. 

وشرحت زاهر ظاهرة "الاحتيال الغذائي" لأغراض تسويقية بأمثلة عدة، موضحةً بعضاً من بين أكثرها شيوعاً.

فعلى سبيل المثال، بحسب زاهر، نجد على بعض عبوات حبوب الإفطار عبارة مثل "يحتوي على كمية عالية من البروتين" مكتوبة بخط عريض، بينما في الحقيقة تحتوي هذه الحبوب على كمية البروتين الطبيعية الموجودة في أي منتج مشابه، من دون أن تكون مدعّمة ببروتينات إضافية.

أخبار ذات علاقة

ملصقات المنتجات

كيف تخفي شركات الأغذية محتوى السكر الحقيقي في المنتجات؟

وبذلك، يظن المستهلك لافتقاره المعلومة أن المنتج عالي البروتين ومنخفض النشويات، أو أنه أكثر ملاءمة للحمية من غيره، رغم أن الشركة لم ترتكب مخالفة قانونية، لكنها مارست تضليلًا تسويقيًا ذكيًا عبر إبراز معلومة بطريقة توحي بأهمية غير حقيقية.

وتضيف زاهر أن الأمر نفسه ينطبق على عبارات مثل "خالٍ من الغلوتين" أو "نباتي"، والمستخدمة أحيانًا على منتجات من الطبيعي أن تكون كذلك أصلًا، فقط لإيهام المستهلك بأنها صحية أكثر أو مخصصة لفئة معينة.

ولم يتوقف هذا الخداع عند المنتجات الجاهزة فحسب، بل امتد إلى الشركات التي تقدّم وجبات الحمية الغذائية.

فالكثير منها يعرض معلومات غذائية بطريقة مضللة؛ إذ تُكتب كمية البروتين أو الكربوهيدرات اعتمادًا على وزن الطعام الكامل وليس على محتواه الفعلي.

على سبيل المثال، إذا كانت الوجبة تحتوي على 100 غرام من الأرز و100 غرام من الدجاج، فإن القيم الغذائية الفعلية هي نحو 30 غرام كربوهيدرات و21 غرام بروتين، بينما قد تُعرض الوجبة على أنها تحتوي على 100 غرام بروتين و30 غرام كربوهيدرات، ما يوهم المستهلك بأنها منخفضة النشويات وغنية بالبروتين، في حين أن الأرقام مجرد عرض مضلل لا أكثر.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

هل بدائل السكر طبيعية وآمنة؟ خبيرة تغذية تشرح الفوائد والاحتياطات

أما على مستوى المطاعم والمقاهي، فالأمر لا يخلو من الأخطاء أيضًا. بحسب الاختصاصية في التغذية العلاجية، قد نرى مطعمًا يروّج لسندويتش يحتوي على 60 سعرة حرارية فقط، بينما هو في الواقع يتجاوز 300 سعرة حرارية على الأقل، أو نجد مقهى يعلن أن كوب الشاي المثلج يحتوي على 700 سعرة حرارية بينما لا يتعدى 100 سعرة فعلية.

وتشير زاهر إلى أن حساب السعرات الحرارية بدقة ليس أمرًا سهلًا، ويُسمح بنسبة خطأ بسيطة لا تتجاوز 10%، لكنها تؤكد أن بعض هذه الأخطاء ناتجة عن الجهل، أو عن نية التسويق المضلل لزيادة المبيعات.

ولتفادي هذه الفخاخ الغذائية، ينصح الخبراء المستهلكين بأن لا ينجذبوا إلى العبارات البراقة أو الشعارات الكبيرة، وأن يقرؤوا الملصقات الغذائية بعناية قبل الإقدام على شرائها.

وبالنسبة لمن لا يملكون المعرفة الكافية بتفسير هذه المعلومات، فمن الأفضل دائمًا استشارة مختص في التغذية قبل اتخاذ قراراتهم الغذائية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC