دراسة طبية حديثة، سلَّطت من خلالها الطبيبة يلينا موخينا، اختصاصية طب الأطفال وخبيرة التغذية، الضوء على اختلاف امتصاص الحديد في الجسم بحسب مصدره، مشيرة إلى أن الحديد "الحيواني" يتم امتصاصه بكفاءة أعلى بكثير من الحديد النباتي.
وأوضحت موخينا أن الحديد الموجود في اللحوم، ويُعرف بـ"الحديد الهيمي"، يتمتع بقدرة امتصاص عالية في الأمعاء، على عكس "الحديد غير الهيمي" الذي يوجد في النباتات، ويُواجه عوائق عديدة داخل الجهاز الهضمي.
كما بيَّنت الطبيبة أن بعض المركبات الموجودة في الأطعمة والمشروبات قد تؤثر في قدرة الجسم على الاستفادة من الحديد، حيث يُساعد فيتامين "C"أو (حمض الأسكوربيك) على تحسين امتصاص الحديد النباتي، بينما تؤدي مركبات البوليفينول الموجودة في الشاي والقهوة والنبيذ الأحمر إلى تقليل امتصاصه.
ورغم تأكيدها على فوائد اللحوم الحمراء كمصدر غني بالحديد، حذَّرت موخينا من الإفراط في تناولها، قائلة إن الدراسات الحديثة تشير إلى آثار صحية سلبية مترتبة على استهلاكها المفرط.
وتطرقت الطبيبة في حديثها إلى اتجاهات بحثية جديدة تهدف إلى تعزيز القيمة الغذائية لمنتجات اللحوم، من خلال إدخال مكونات مثل فيتامين " أ " أو مستخلصات النبيذ الأحمر لتحسين امتصاص الحديد، وتقليل مخاطره المحتملة، لكنها شدَّدت على أن هذه المحاولات لا تزال في طور التجربة، وتحتاج إلى دراسات أوسع.
ويُعد الحديد من العناصر الحيوية التي لا غنى عنها في الجسم، حيث يلعب دوراً محورياً في إنتاج الهيموغلوبين، المسؤول عن نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم وخلاياه.
