مع تزايد الوعي بالتغذية الصحية، أصبح الكثيرون يولون اهتمامًا أكبر لاستهلاك السكر، وخاصة السكريات المُضافة. وفي حين أن السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه (الفركتوز) ومنتجات الألبان (اللاكتوز) تُعد جزءًا من نظام غذائي متوازن، فإن السكريات المُضافة غالبًا ما تكون مخفية في الأطعمة والمشروبات المُعالجة؛ ما يسهم في مشكلات صحية.
ويستهلك كثيرون من الأشخاص حوالي 17 ملعقة صغيرة من السكر المُضاف يوميًا، وهو أكثر من الكمية الموصى بها. وتوصي الإرشادات الغذائية العالمية بعدم تجاوز السكريات المُضافة 10% من السعرات الحرارية اليومية، أي ما يعادل نحو 12 ملعقة صغيرة (50 غرامًا) في نظام غذائي يحتوي على 2000 سعر حراري.
أما جمعية القلب الأمريكية فتوفر توصيات أكثر صرامة، حيث تنصح بعدم تجاوز 6–9 ملاعق صغيرة (25–37 غرامًا). أما الأطفال فوق سن العامين فيجب ألا يستهلكوا أكثر من 6 ملاعق صغيرة (25 غرامًا) يوميًا، ويُفضل أن يتجنب الأطفال دون السنتين السكر المُضاف تمامًا.
وترتبط السكريات المُضافة بعدة مشاكل صحية، منها أمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والسمنة، ومرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، وتسوس الأسنان. ورغم اختلاف نتائج الدراسات خاصة فيما يتعلق بدور السكر في السكري وأمراض القلب، إلا أن الخبراء يتفقون على أن المشروبات السكرية تشكل خطرًا كبيرًا، وتشمل هذه المشروبات: الصودا، والمشروبات الرياضية، والقهوة المحلاة، والتي تمثل حوالي 50% من السكريات المُضافة التي يستهلكها الناس.
والصادم في الأمر هو أن أطعمة مثل السندويشات، وحبوب الإفطار، والزبادي المُحلى تسهم أيضًا بشكل كبير في استهلاك السكر. على سبيل المثال، يمكن أن يحتوي كوب واحد من الزبادي اليوناني المُنكّه على ما يصل إلى 9 غرامات من السكر المُضاف.
لا يعني تقليل السكر المُضاف التخلّي عن الطعم الحلو بالكامل، إذ ينصح الخبراء باستبدال المنتجات المُحلاة بأخرى غير محلاة، وشرب الماء أو المشروبات غير المحلاة، وتناول وجبات خفيفة صحية، مثل: الفواكه والمكسرات والخضراوات. كما تعدّ قراءة الملصقات الغذائية طريقة فعالة للتمييز بين السكريات الطبيعية والمُضافة.
باختصار، يساعد تقليل السكر المُضاف على الحفاظ على الصحة على المدى الطويل. ولذلك ينصحك خبراء التغية بالتركيز على تناول الأطعمة الطبيعية، والتقليل من الأطعمة المُعالجة، ومحاولة الالتزام بالحدود الموصى بها لاستهلاك السكر من أجل حياة صحية أفضل.
Ask ChatGPT