بوتين: أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون هدفا للجيش الروسي
في عالمنا المعاصر، نتعرض باستمرار لمصادر لا نهائية من التحفيز؛ من الأخبار إلى البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، نظل متصلين ومتشبثين بشاشاتنا بحثًا عن دفعة جديدة من الدوبامين.
إلا أن هذه العادة المستمرة قد ترفع مستويات التوتر لدينا، إذ تحتاج أدمغتنا إلى فترات راحة حقيقية، وفقا لـ"ساينس أليرت".
وما تحتاجه عقولنا ليس المزيد من التركيز، بل لحظات من الشرود الذهني الواعي. وإتاحة الفرصة للعقل للتجول بحرية دون هدف محدد يمكن أن يقلل التوتر ويحسّن من الأداء المعرفي.
قد يبدو هذا صعب التنفيذ، لكن "نظرية استعادة الانتباه" (ART) تقدم إطارًا لفهم أهمية إعطاء الدماغ فرصة للتشتت البنّاء.
ورغم أن الفكرة تبدو مجرد "عدم فعل أي شيء"، فإنها مدعومة بأدلة من علم الأعصاب.
وتم طرح نظرية استعادة الانتباه لأول مرة من قبل علماء النفس راشيل وستيفن كابلان في عام 1989. حيث افترضوا أن قضاء الوقت في الطبيعة يمكن أن يساعد في استعادة التركيز والانتباه.
واقترح الباحثون وجود نوعين من الانتباه: الانتباه الموجه والانتباه غير الموجه.
ويشير الانتباه الموجه إلى التركيز الواعي على مهمة معينة، مثل الدراسة أو التنقل في بيئة مزدحمة أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم توجيه العقل نحو هدف محدد.
أما الانتباه غير الموجه، فيحدث عندما لا نحاول التركيز عمدًا، بل نسمح للمحيط بأن يلفت انتباهنا بشكل طبيعي دون جهد. مثل الاستماع إلى زقزقة الطيور أو مراقبة حركة الأشجار في مهب الريح.
ويُعتقد أن نقص هذا النوع من الانتباه غير المجهد قد يؤدي إلى "إرهاق الانتباه"، ما يجعل التركيز أصعب ويزيد من تأثرنا بالمشتتات المحيطة.
في السابق، كانت حياتنا اليومية مليئة بلحظات نعتبرها "مملة" مثل انتظار الحافلة أو الوقوف في طوابير المتاجر، لكنها منحت عقولنا فرصة للابتعاد عن الضغوط وإعادة التوازن.
أما اليوم، فقد أصبحت هواتفنا الذكية توفر لنا ترفيهًا متواصلًا، مما يُغرق أدمغتنا بمحفزات متلاحقة تقلل من فرصها للراحة والتعافي.
وهنا تُبرز نظرية استعادة الانتباه أهمية منح العقل فُسحة من الوقت الخالي من التحفيز، كي يتمكن من استعادة طاقته الذهنية وإعادة تنظيم الانتباه والتركيز.