مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
يُعد السرطان أحد أكثر الأمراض تعقيداً، ويُصنَّف ضمن التحديات الكبرى التي تواجهها الصحة العالمية، حيث يصيب الملايين سنوياً بأنواعه المختلفة.
ورغم التقدم الطبي الكبير، لا يزال الكشف المبكر، والعلاج الفعّال، يشكلان تحدياً رئيساً في مكافحته. حيث تتعدد أسبابه بين العوامل الوراثية والبيئية، ما يجعله مرضاً يصعب التنبؤ به أو الوقاية منه كلياً.
ومع ذلك، فإن الأبحاث المستمرة تمنح الأمل في تطوير علاجات أكثر فاعلية تزيد من فرص الشفاء، وتحسين جودة الحياة للمصابين.
وهنا يلمع نجم الذكاء الاصطناعي (AI) كأحد أبرز التطورات التقنية الحديثة التي أحدثت ثورة في مجال الكشف عن أنواع السرطان المختلفة.
ويؤكد الخبراء أنه من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية، يُسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص، والكشف المبكر عن الأورام، ما يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج، وزيادة فرص الشفاء.
ومن أهم الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن السرطان، المجالات التالية:
أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) أكبر تجربة عالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص سرطان الثدي، حيث سيتم تحليل حوالي 700,000 صورة شعاعية للثدي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتهدف هذه التجربة إلى مقارنة فاعلية الذكاء الاصطناعي مع أطباء الأشعة في الكشف عن سرطان الثدي. وإذا أثبت الذكاء الاصطناعي دقته، فقد يقلل ذلك من الحاجة إلى مراجعة متعددة من قبل الأطباء، ما يسرّع من عملية التشخيص، ويوفر الوقت للمتخصصين.
طوّر باحثون في "مايو كلينك" نموذجًا للذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة، حتى قبل ظهور الأعراض. يستطيع هذا النموذج تحليل صور التصوير المقطعي المحوسب (CT)، واكتشاف التغيرات غير المرئية للعين البشرية، مما يسمح بالتشخيص المبكر، والعلاج الجراحي في مرحلة يكون فيها الشفاء أكثر احتمالًا.
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة تنظير القولون للكشف عن الأورام الحميدة، والآفات السابقة للتسرطن. وتستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي اكتشاف التشوهات الدقيقة التي قد لا يلاحظها الأطباء، مما يزيد من حساسية الكشف، ويقلل من خطر تطور هذه الآفات إلى سرطان.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، في العام 2024، على جهاز "DermaSensor"، وهو أداة تستخدم مطيافية ضوئية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في الكشف عن سرطانات الجلد، بما في ذلك الميلانوما، وسرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الخلايا القاعدية. ويُتوقع أن يساعد هذا الجهاز مقدمي الرعاية الصحية الأولية في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى تقييم فوري من قبل أطباء الجلدية.
يشير الاختصاصيون إلى أنه على الرغم من الفوائد العديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن السرطان، إلا أن هناك تحديات تتعلق بضمان دقة وموثوقية هذه التقنيات عبر مجموعات سكانية متنوعة.
كما يؤكد الخبراء أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي، والممارسات الطبية التقليدية يتطلب تدريباً وتطويراً مستمرًا للبنية التحتية.
ومع استمرار البحث والتطوير، يُتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايد الأهمية في تحسين دقة التشخيص، والكشف المبكر عن السرطان، ما يسهم في تحسين نتائج العلاج، وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.