"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
أظهرت دراسة تجريبية حديثة نشرها موقع "PsyPost"، أن أوقاتًا قصيرة من صعود السلالم تحسّن كثيرًا الأداء المعرفي، وتزيد من مستويات الطاقة.
وقد أظهر المشاركون في الدراسة، الذين مارسوا صعود السلالم بكثافة أعلى، استجابة أسرع في الاختبارات المعرفية، وكانت هذه التأثيرات واضحة لدى كلا الجنسين.
وأوضحت الدراسة أن الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن الأنشطة البدنية القصيرة التي لا تتجاوز بضع دقائق يمكن أن تقدم فوائد صحية كبيرة، مثل تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتحسين المزاج من خلال إفراز "الإندورفينات".
ويمكن أن تساعد هذه الأنشطة القصيرة، مثل المشي السريع وصعود السلالم وتمارين وزن الجسم أو حتى جلسات الرقص القصيرة، في مواجهة التأثيرات السلبية للجلوس المطول، وزيادة وضوح الذهن وتقليل التوتر.
كما تسهم هذه الأنشطة في تحقيق توصيات النشاط البدني اليومية، ما يجعلها مثالية للأشخاص ذوي الجداول المزدحمة.
ويُعد صعود السلالم شكلاً فعالاً من النشاط البدني القصير، إذ يقدم طريقة فعّالة من حيث الوقت، للاستفادة من الفوائد الصحية عبر العمل ضد الجاذبية.
وهدفت الدراسة، التي قادها "أندرياس ستينلينغ"، وزملاؤه من جامعة "أوتاغو" في نيوزيلندا، إلى تقييم تأثير ست أوقات من صعود السلالم لمدة دقيقة واحدة على الأداء المعرفي والمزاج.
وافترض الباحثون أن هذه الأوقات القصيرة ستسهم في تحسين كل منهما.
وشملت الدراسة 52 طالبًا جامعيًا، بمتوسط سن 20 عامًا.
وقد أكمل المشاركون استبيان الاستعداد للنشاط البدني (PAR-Q)، وتم قياس أوزانهم وأطوالهم قبل أن يتم توزيعهم عشوائيًا إلى مجموعتين.
وأدت مجموعة واحدة ست جلسات صعود سلالم لمدة دقيقة واحدة، بالتناوب بين دقيقة من الصعود ودقيقة من الراحة.
وبعد ذلك، أكمل المشاركون اختبارات معرفية وتقييمات للمزاج، وحددوا مستوى الجهد البدني الذي بذلوه في أثناء النشاط باستخدام مقياس بورغ لقياس الجهد البدني (RPE).
وأما المجموعة الضابطة، فبقيت جالسة خلال وقت النشاط، ثم أكملت نفس التقييمات المعرفية والمزاجية، وتم تكرار الإجراء مع تبديل الأنشطة بين المجموعتين.
وقد أدى المشاركون هذا النشاط البدني بمعدل 8 ساعات أسبوعيًا، مع تفاوت كبير بين الأفراد.
وكان 75% من المشاركين ضمن الوزن الطبيعي، في حين تم تصنيف 23% منهم على أنهم ذو وزن زائد.
وبيّنت النتائج أن المشاركين الذين صعودا السلالم أظهروا تحسنًا في أدائهم في مهام تتطلب التحول بين مهام مختلفة والتركيز على كل منها.
وهذه المهام تساعد في قياس القدرة على التكيف مع التغييرات، أي ما يعرف بالمرونة المعرفية، والقدرة على تنظيم السلوك واتخاذ القرارات، أي الوظائف التنفيذية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون الذين صعودا السلالم بشكل أكثر كثافة، وفقًا لبيانات معدل ضربات القلب، استجابة أسرع في الاختبارات المعرفية، وتمت ملاحظة هذه التحسينات لدى كل من الذكور والإناث.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن صعود السلالم المتقطع يمكن أن يوفر فوائد نفسية فورية، ما يدعم إمكانية استخدامه كحل لمشكلة الخمول البدني.
ومع ذلك، بينما تبرز الدراسة التأثيرات الفورية لصعود السلالم على الإدراك والمزاج، لا تزال الفوائد طويلة المدى غير واضحة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت عينة الدراسة تتألف من شبان أصحاء، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت نفس النتائج ستظهر في الأفراد الأكبر سنًا أو الذين في حالة بدنية أقل.
وفي الختام، تبرز الدراسة أن أوقاتًا قصيرة من النشاط البدني، حتى وإن كانت لمدة دقيقة واحدة فقط، يمكن أن تعزز التركيز والمرونة المعرفية، ما يسهم في تحسين الصحة النفسية والبدنية، وتعد وسيلة فعالة لمكافحة آثار الجلوس لأوقات طويلة في الحياة اليومية.
